ومن هنا قد يقوى في النظر ما رجّحه في المتن حيث قال : (ولا يفتقر إلى البسملة بينهما على الأظهر) وفاقا لغير واحد من الأصحاب [٢] , بل عن البحار نسبته إلى الأكثر [٣] , بل عن التهذيب : عندنا لا يفصل بينهما بالبسملة [٤] , وعن التبيان ومجمع البيان : أنّ الأصحاب لا يفصلون بينهما بها [٥] , كما ربما يؤيّده عبارة الفقه الرضوي , المتقدّمة [٦] , وما روى عن أبيّ بن كعب أنّه لم يفصل بينهما في مصحفه [٧] , مع أنّ قراءة أبيّ على ما يظهر من قوله عليهالسلام في خبر داود بن فرقد والمعلّى بن خنيس ـ المتقدّم [٨] في صدر المبحث عند التكلّم في جواز القراءة بكلّ من القراءات : «أمّا نحن فنقرأه على قراءة أبيّ» ـ أنّها أصحّ القراءات وأوفقها بقراءة أهل البيت عليهمالسلام.
ولكن مع ذلك كلّه الأحوط بل الأقوى الافتقار إليها , كما حكي عن
[٢]كالطوسي في الاستبصار ١ : ٣١٧ , ذيل ح ١١٨٢ , ويحيى بن سعيد في الجامع للشرائع :٨١.
[٣]بحار الأنوار ٨٥ : ٤٦ , وحكاه عنه العاملي في مفتاح الكرامة ٢ : ٣٧٨.
[٤]حكاه عنه العاملي في مفتاح الكرامة ٢ : ٣٨٧ , وفي الاستبصار ١ : ٣١٧ , ذيل ح ١١٨٢ , : «ولا يفصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم» بدون كلمة «عندنا». وفي التهذيب ٢ : ٧٢ , ذيل ح ٢٦٤ : «وعندنا أنّه لا تجوز قراءة هاتين السورتين إلّا في ركعة». ولم يتعرّض لعدم الفصل بينهما بالبسملة.
[٥]التبيان ١٠ : ٣٧١ , مجمع البيان ٩ ـ ١٠ : ٥٠٧ , وحكاه عنهما الفاضل الاصبهاني في كشف اللثام ٤ : ٤١.