نام کتاب : مصباح الفقيه نویسنده : الهمداني، آقا رضا جلد : 1 صفحه : 195
رجل ذبح طيرا فوقع بدمه في البئر , فقال : «ينزح منها دلاء , هذا إذا كان ذكيّا فهو هكذا , وما سوى ذلك ممّا يقع في بئر الماء فيموت فيه فأكبره الإنسان ينزح منها سبعون دلوا وأقلّه العصفور ينزح منها دلو واحد , وما سوى ذلك فيما بين هذين» [١].
وعن المصنّف في المعتبر : أنّ هذه الرواية رواتها ثقات , وهي معمول بها بين الأصحاب [٢]. انتهى.
ولا يبعد أن يكون مراد الإمام عليهالسلام من قوله : «أكبره الإنسان» ما هو أكبر بحسب الجثّة , فتكون الرواية منزّلة على الغالب , إذ وقوع مثل الجمل وأشباهه في البئر نادر , فلا ينافيها وجوب نزح الجميع لها , وعلى هذا يستفاد من هذه الرواية حكم كلّ ما يموت في البئر , ولا تكون جثّته أكبر من الإنسان.
ويحتمل أن يكون المراد من قوله عليهالسلام : «أكبره الإنسان» كونه أكبر بالنسبة إلى حكم النزح بمعنى أنّ مقدّرة أكثر من غيره.
لكن يضعّفه عدم استفادة الأصحاب منها ذلك , كما يفصح عن ذلك نزاعهم في أنّ الفرس والبقرة وأشباههما ممّا لا نصّ فيه , فلو فهموا من هذه الرواية هذا المعنى , لجعلوه أصلا متّبعا في حكم كلّ ما يموت في البئر بحيث لا يرفع اليد عنه إلّا بما هو أخصّ منه , كما لا يخفى.
ثمّ إنّ ظاهر الرواية ـ كغيرها من الأخبار الواردة في بيان ما ينزح
[١]التهذيب ١ : ٢٣٤ ـ ٦٧٨ , الوسائل , الباب ٢١ من أبواب الماء المطلق , الحديث ٢.