نام کتاب : مصباح الفقيه نویسنده : الهمداني، آقا رضا جلد : 1 صفحه : 172
فسيأتي الكلام فيه.
وإن أريد منه ترجيح هذه الطائفة من الأخبار على معارضتها , ففيه : أنّ عمل العلماء بها لا يجعلها نصّا في النجاسة حتى تكافئ أخبار الطهارة , وقد تقرّر في محلّه أنّ تأويل الظاهر بالنصّ من الجمع المقبول , ولا يجوز الرجوع مع إمكانه إلى المرجّحات الخارجية , وعمل العلماء لا يصلح إلّا لترجيح السند , أو جبره , أو جبر دلالة الخبر لو كان فيها قصور على إشكال في الأخير , ولا يجعله نصّا بحيث يعارض النصّ الدالّ على خلافه.
نعم لو كان عملهم بهذه الأخبار منشؤه عدم الاعتناء بالأخبار المخالفة وإعراضهم عنها لعثورهم على خلل فيها من جهة من الجهات , لكان ذلك من الموهنات الموجبة لخروج تلك الأخبار عن مرتبة الحجّية بحيث لو لم يكن لها معارض أصلا لما جاز العمل بها , ولكن كون المقام من هذا القبيل غير مسلّم , كما سنوضّحه في ما بعد إن شاء الله.
الأمر الثالث من أدلّة القائلين بالنجاسة : الإجماعات المنقولة المعتضدة بالشهرة المحقّقة بين القدماء.