فأذن لنفسك وأقم ،
فإن سبقك إلى القراءة فسبح » [١]. لكن لو سلم سندها
من القدح فلا بد من توجيهها ، لإباء العمومات السابقة عن التقييد بصورة عدم
المندوحة ، لما عرفت من تضمنها للترغيب المنافي لذلك. ولمعارضتها للأخبار المتضمنة
للحث على الصلاة مع المخالفين ، ففي
رواية الشحام : « صلوا في مساجدهم ،
وعودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، وإن استطعتم أن تكونوا الأئمة والمؤذنين
فافعلوا ، فإنكم إذا فعلتم ذلك قالوا : هؤلاء الجعفرية ، رحم الله تعالى جعفراً ،
ما كان أحسن ما يؤدب أصحابه. وإذا تركتم ذلك قالوا : هؤلاء الجعفرية فعل الله
بجعفر ، ما كان أسوأ ما يؤدب أصحابه » [٢] ، ونحوها رواية
هشام الكندي ، قال أبو عبد الله (ع) فيها
« صلوا في عشائرهم ، وعودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم » [٣] ، وقال فيها قبل
ذلك : « كونوا لمن انقطعتم اليه زيناً ، ولا تكونوا
علينا شيناً .. » ، وقريب منهما موثق سماعة : «
عن رجل يصلي فخرج الامام وقد صلى الرجل ركعة من صلاة فريضة. قال (ع) : إن كان
إماماً عدلا فليصل أخرى وينصرف ، ويجعلها تطوعاً ، وليدخل مع الإمام في صلاته كما
هو. وإن لم يكن إمام عدل فليبن على صلاته كما هو ويصلي ركعة أخرى ، ويجلس قدر ما
يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ،
ثمَّ ليتم صلاته معه على ما استطاع ، فإن التقية واسعة ، وليس شيء من التقية إلا
وصاحبها مأجور عليها إن شاء الله » [٤].
فإنه ظاهر في الصحة ، وفي
وجود المندوحة
[١] الوسائل باب :
٣٣ من أبواب صلاة الجماعة حديث : ٢.
[٢] الوسائل باب :
٧٥ من أبواب صلاة الجماعة حديث : ١.
[٣] الوسائل باب :
٢٦ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حديث : ٢.
[٤] الوسائل باب :
٥٦ من أبواب صلاة الجماعة حديث : ٢.
نام کتاب : مستمسك العروة الوثقى نویسنده : الحكيم، السيد محسن جلد : 2 صفحه : 404