responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 7  صفحه : 61

..........


أين شئت و أنّى شئت، و حيث كان كذلك كانت الآية دليلا على جواز الإتيان في الدبر، إذ لا يتحقّق تعدّد المكان إلّا بذلك. و يؤيّد هذا ما روى العامّة عن ابن عبّاس أنّ سبب نزول هذه الآية أنّ عمر جاء إلى النبيّ (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) فقال: يا رسول اللّه هلكت، و حكى وقوع هذا الفعل منه، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية [1].

و حجّة المانع من الآية: أنّ اللّه تعالى جعلهنّ حرثا، و الحرث إنّما يؤتى للزرع.

و وجه التشبيه أنّهن يشبهن الأرض من حيث إنّ النطفة التي تلقى في أرحامهنّ للنسل كالبذر الملقى في الأرض، فيكون معنى فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنّٰى شِئْتُمْ: فأتوهنّ كما تأتون أراضيكم التي تريدون أن تحرثوها من أيّ جهة شئتم بعد أن يكون المأتي واحدا، و هو موضع الحرث. و وجه التخيير في الجهة- أي إتيان المرأة من قبلها في قبلها، أو من دبرها في قبلها- ما روي [2] في سبب النزول أنّ اليهود قالوا: من أتى امرأة من دبرها في قبلها كان ولدها أحول، فذكر ذلك لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلّم) فقال: كذبت اليهود، و نزلت الآية. و يؤيّد ذلك أيضا قوله فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّٰهُ فإنّ المراد به القبل، لأنّ الدبر لا يؤمر به إجماعا، و إنّما غايته الكراهة، و الأمر يقتضي الرجحان.

أقول: و في الاحتجاج من الجانبين بحث، أمّا الأول فلأنّ كلمة «أنّى» و إن وردت بمعنى «أين» المفيدة هنا لعموم المكان، لكنّها ترد بمعنى «كيف» كما في قوله


[1] جاء هذا الخبر في كثير من مصادرهم مثل مسند أحمد 1: 297، سنن الترمذي 5: 200 ح 2980، تفسير الطبري 2: 235، سنن البيهقي 7: 198، و لكن مذيَّلا بذيل و هو (أقبل و أدبر و اتق الدبر و الحيضة) و الظاهر أنه تفسير من بعض الرواة. و في الدر المنثور 1: 629 «يقول: أقبل و أدبر.». و فيه أيضا 1: 636- 637 عدة روايات بهذا المضمون بعنوان رجل أو رجل من الأنصار أو رجال.


[2] السنن الكبرى للبيهقي 7: 195- 194، الدرّ المنثور: 627.

نام کتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 7  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست