نام کتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 6 صفحه : 61
و مع الاشتراط من غير تقدير يدفع ما شاء و لو كان يسيرا، (1) و لم يكن للواهب مع قبضه الرجوع. (2)
المشروط المعيّن واضح، و المطلق يرجع إلى قاعدته المقرّرة مما يقع به التراضي أو مقدار المثل أو القيمة، لأنّ ذلك يحصل به تأدّي ما شرط.
و قوله: «و مع الاشتراط من غير تقدير يدفع ما شاء و لو كان يسيرا»
(1) مقيّد برضا الواهب به، إذ لو امتنع من قبوله تخيّر بين ردّ العين و بذل قيمتها أو مثلها كما مرّ [1].
و على كلّ حال لا يتعيّن عليه ذلك و لا على الواهب قبوله، لكن لو أراده الواهب و أراد المتّهب دفع الثواب و لم يردّ العين فحكمه كما ذكرناه. و الحاصل أنّه لا يجب على المتّهب دفع عوض بخصوصه، بل و لا دفعه مطلقا إذا ردّ العين، فإذا دفع عوضا و رضي به الواهب صحّ و امتنع الرجوع مع قبضه، قليلا كان أم كثيرا، و إلّا تخيّر المتّهب بين دفع الموهوب و عوض مثله، لانصراف الإطلاق إليه عادة.
و قوله: «و لم يكن للواهب مع قبضه الرجوع»
(2) يفهم منه جواز رجوعه متى لم يقبضه و إن بذله المتّهب. و الأمر فيه كذلك، و قد تقدّم [2]. و لا ينافيه عموم الأمر [3] بالوفاء بالعقود، و لا قول أبي عبد اللّه- (عليه السلام)- في صحيحة عبد اللّه بن سنان:
«تجوز الهبة لذوي القربى و الذي يثاب من هبته، و يرجع في غير ذلك» [4] كما زعم بعضهم [5]، لأنّ عموم الوفاء بالعقود مقيّد بغير الجائزة منها، و قد عرفت [6] دلالة النصوص الصحيحة على جواز هذا العقد على هذا الوجه إذا سلّم دلالة الوفاء على المضيّ فيها مطلقا، و الإثابة في الخبر لا يتحقّق إلّا بالاتّفاق عليها لا بمجرّد بذلها، و لم يحصل هنا.