نام کتاب : مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 11 صفحه : 184
و لو قال: و قدرة اللّه، و علم اللّه، (1) فإن قصد المعاني الموجبة للحال لم تنعقد اليمين. و إن قصد كونه قادرا عالما، جرى مجرى القسم باللّه القادر العالم.
و كذا تنعقد بقوله: و جلال اللّه، و عظمة اللّه، و كبرياء اللّه. و في الكلّ تردّد.
جملة الأقسام و لو ناسبت بعضها، لأنها ليست بأسماء، و لا تأخيرها عنها، لأنها أخصّ به تعالى من كثير من الأقسام، فافردت قسما و جعلت أولا، لجهة اختصاصها، و لكونها قسما لا ينقسم، و ما هذا شأنه يقدّم في القسمة على ما ينقسم. و اسم اللّه و إن كان أدلّ على الذات منها إلا أنه من جملة أسمائه تعالى، فناسب ذكره مع باقي الأسماء. فلم يكن فيما ذكروه من التقسيم [و الترتيب] [1] قصور من هذا الوجه، و إن كان ما اعتبره- (رحمه الله)- حسنا أيضا، إلا أنه غير مناف لما ذكره الجماعة [2].
قوله: «و لو قال: و قدرة اللّه، و علم اللّه. إلخ».
(1) «قدرة اللّه» و «علم اللّه» قد يراد بهما صفاته القديمة الزائدة على الذات كما تقوله الأشاعرة [3]. و قد يراد بهما نفس المقدور و المعلوم، كما يقال في الدعاء:
اغفر لنا علمك فينا أي: معلومك، و قولهم: انظروا إلى قدرة اللّه أي: مقدوره. و قد يراد بهما ذات اللّه العالم القادر، من حيث إن صفاته تعالى أمور اعتباريّة ليست زائدة على ذاته.
فإن قصد الحالف بأحدهما المعنى الأول لم ينعقد، لأنه حلف بغير اللّه.