«واذكروا اسمَ الله كثيراً [١] ، قال في التذكرة [٢] : وله أمثال كثيرة في القرآن ان اقتصرت ، وأصحابنا
التجأوا في ذلك الى الرواية وكانت المواطن عندهم ثمانين موطنا ، إذا عرفت هذا
فنقول : تقصر الرواية على ما وردت عليه ، ويبقى الباقي على الاجمال.
وبالجملة ينبغي
حفظ الضابط وعدم الخروج عنها الّا بدليل ، فان كانت الرواية صحيحة ، أو العمل بها
في موردها مجمعا عليه ، والّا فيعمل فيه أيضا بالضابطة فتأمل.
إلّا أنّ
الرواية مرسلة والإجماع غير معلوم.
ثم اعلم ان
الرواية وردت في نذر المتوكّل [٣] ، فالذي قدمناه من التذكرة أنها في الوصيّة محلّ
التأمّل ، لعلّها رواية أخرى وردت في الوصيّة ، وعدم علمنا بها لا يضرّ بمثل
المصنف قدّس الله سرّه.
قوله
: «ولو قال أكثر من مال فلان إلخ» وجه إلزامه بمثل مال فلان والزيادة ، ظاهر ، فان مقتضى
الإقرار ذلك.
وكذا كون
الرجوع في تفسير الزيادة إليه فيقبل بما فسّره به فإنه بمنزلة (له
[٢] الاولى نقل عبارة
التذكرة وهي هكذا : وقال الليث بن سعد : يلزمه اثنان وسبعون درهما لان الله قال : «(لَقَدْ نَصَرَكُمُ
اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ)
وكانت غزواته صلّى الله عليه وآله وسراياه اثنين وسبعين. وهو غلط لان ذلك ليس بحدّ
لأقلّ الكثير ، وانما وصف ذلك بالكثرة ولا يمنع ذلك وقوع الاسم على ما دون ذلك وقد
قال الله تعالى «كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ
فِئَةً كَثِيرَةً»، وليس المراد ما ذكره ، وكذا قوله
تعالى «اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً»ولم ينصرف الى ذلك وله أمثال كثيرة في
القرآن ، وأصحابنا التجأوا في ذلك الى الرواية وكانت المواطن ثمانين موطنا إذا
عرفت هذا (الى آخر ما نقله الشارح قدّس سره).
[٣] قد أشرنا إلى
انها أربع روايات ، نعم في اثنين منها قصّة نذر المتوكل وفي اثنين منها لا تكون
هذه القصّة فلاحظ ج ١٦ من الوسائل ص ١٨٦ باب ٣ من كتاب النذر.
نام کتاب : مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان نویسنده : المحقق المقدّس الأردبيلي جلد : 9 صفحه : 434