و عن ابن عباس: من صلى بعد العشاء الآخرة ركعتين فقد بات للّه ساجدا و قائما [4].
و في الكشاف في تفسير قوله تعالى «وَ الَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِيٰاماً»:
البيتوتة خلاف الظلول، و هو أن يدركك الليل نمت أو لم تنم، و قالوا: من قرأ شيئا من القرآن في صلاة و إن قل فقد بات ساجدا و قائما، و قيل: هما الركعتان بعد المغرب و الركعتان بعد العشاء، و الظاهر أنّهم وصف لهم بإحياء الليل أو أكثره، يقال: فلان يظل صائما و يبيت قائما [5] انتهى. و يجوز أن يكون إنّما استظهر هذا للمقام.
و كلام المنتهى يعطي فهم الاستيعاب، لقوله: لأنّ المتجاوز عن النصف هو معظم ذلك الشيء، و يطلق عليه اسمه [6].
و قال امرئ القيس:
فبات عليه سرجه و لجامه * * * و بات بعيني قائما غير مرسل [7]
و ظاهره الاستيعاب، و على كلّ فالظاهر أنّه لا إشكال في أنّ الواجب هنا استيعاب النصف من الليل أو كلّه، و لا يكفي المسمى، فلذا وجبت مقارنة النية لأوّل الليل كما في المسالك [8].
[1] نقله عنه في المصباح المنير: ج 1 ص 67 (مادة بات).