و قوله (عليه السلام): «إذا كثر عليك السهو فامض على صلاتك فإنّه يوشك أن يدعك فإنّما ذلك من الشيطان» [1].
و في صحيحة عبد اللّه بن سنان، حيث ذكر لأبي عبد اللّه (عليه السلام) رجلا أنّه عاقل ثمّ قال: إلّا أنّه يبتلى بالوضوء، فقال (عليه السلام): «و أيّ عقل له و هو يطيع الشيطان؟ قلت له: و كيف يطيع الشيطان؟ قال: سله هذا الذي يأتيه، من أيّ شيء؟ فإنّه يقول لك: من عمل الشيطان» [2].
و يظهر من بعض الروايات أنّه يعمل بالظنّ، مثل رواية الواسطي:
«قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام): جعلت فداك، أغسل وجهي ثمّ أغسل يدي، فيشكّكني الشيطان أنّي لم أغسل ذراعي و يدي، قال: إذا وجدت برد الماء على ذراعك فلا تعد» [3].
و يؤيّدها رفع الحرج، لكنّ القول بها مفقود.
و المراد ب«كثير الشكّ» كثير الاحتمال في مقام لا يحتمله غيره، راجحا كان أو مرجوحا أو مساويا. و أمّا كثير القطع- و هو المعبّر عنه بالقطّاع- فهو من حيث عدم احتماله الخلاف يعمل بقطعه، و لا ينفعه حكم الغير بعدم اعتبار قطعه، إذ القاطع لا يمكنه في مقام البناء على العمل بالواقع العمل بخلاف معتقده، فلا يجوز لمن يريد صوم النهار و قطع ببقاء النهار أن يحكم عليه بدخول الليل، كما أشبعنا الكلام في ذلك في محلّه.
[1] الوسائل 5: 329، الباب 16 من أبواب الخلل، الحديث الأوّل.
[2] الوسائل 1: 46، الباب 10 من أبواب مقدّمة العبادات، الحديث الأوّل.
[3] الوسائل 1: 331، الباب 42 من أبواب الوضوء، الحديث 4.