ثمّ النيّة لغة و عرفا و شرعا (إرادة) الشيء و العزم عليه و القصد إليه، ففي الصحاح: نويت كذا إذا عزمت عليه [1].
و قد تضاف- كالإرادة- إلى محلّ الفعل المراد، كما يقال: «أرادني فلان بسوء» أي أراد السوء بي، و منه ما في المنتهى: أنّه يقال: نواك اللّه بخير أي: قصدك [2]، و هي مقارنة للمراد تارة، و منفصلة عنه أخرى، بأن يكون مقيّدا بأمر مترقّب، كما إذا أراد السفر غدا.
و قد يدّعى صيرورة النيّة حقيقة في إرادة الفعل الغير المقيّد بقيد مترقّب فيلزمه المقارنة للدخول فيه فيكون النيّة أخصّ من الإرادة.
لكن هذه الدعوى لم تثبت و إن ادّعاها غير واحد. قال في المبسوط:
و وقت النيّة عند أوّل جزء من الصلاة، و أمّا ما يتقدّمها فلا اعتبار بها: لأنّها تكون عزما [3]، انتهى.
و ظاهر آخر العبارة مغايرة النيّة للعزم.
و عن فخر الدين (قدس سره)- في الإيضاح-: التصريح بأنّ النيّة حقيقة في الإرادة المقارنة [4].
[1] صحاح اللغة 6: 2516، مادة: «نوى»، و فيه: «نويت نيّة و نواة، أي عزمت».