و في الذكرى: أنّ الإرادة المتقدّمة عزم لا نيّة [1].
و عن فخر الدين (قدس سره) أيضا- في رسالة النيّة-: أنّه عرّفها المتكلّمون بأنّها إرادة من الفاعل للفعل مقارنة له، و الفرق بينها و بين العزم أنّه مسبوق بالتردّد دونها، و لا يصدق على إرادة اللّه أنّها نيّة، فيقال: أراد اللّه، و لا يقال: نوى اللّه، و عرّفها الفقهاء بأنها: إرادة إيجاد الفعل المطلوب شرعا على وجهه [2]، انتهى.
و ظاهر كلامه عموم تعريف الفقهاء للمقارن و غيره، إلّا أن يريد بيان المغايرة من حيث المتعلّق فقط. و حينئذ فيمكن أن يحمل على تحديد النيّة الصحيحة، كما نراهم يأخذون شرائط الصحّة في تحديد غيرها من العبادات و المعاملات. و يحتمل أن يبنى على وضع هذه اللفظة عند الشارع أو المتشرّعة للصحيحة كغيرها من ألفاظ العبادات، بل المعاملات عند جماعة [1].
ثمّ وصف الإرادة بأنّها (تفعل بالقلب) توضيحي، إذ لا محلّ لها غيره.
و يمكن أن يكون تعريضا على من استحبّ التلفّظ بها- كما عن بعض الشافعية- أو أوجبه [3].
[1] منهم الشهيد الأوّل في القواعد و الفوائد 1: 158، و الشهيد الثاني في المسالك 2: 159، و صاحب الفصول في الفصول الغروية: 52، و مال إليه أخوه في حاشية المعالم، انظر هداية المسترشدين: 114.