الأخيرة هو محمّد بن مسلم، نعم ورد مضمونها في رواية يونس الشيباني [1].
و في هذا الترجيح أيضا نظر؛ لأنّ الترجيح بالكثرة إن كان لغلبة الظنّ بالصدور، فالإنصاف أنّ روايات محمد بن مسلم الصحيحة عنه برواية الأجلّاء الثقات مثل جميل بن درّاج و العلاء بن رزين لا يحصل الوهن في صدورها بمجرّد ورود روايتين أو ثلاث ظاهرة في خلافها.
و إن كان للتعبّد فلا دليل عليه، مع أنّ ما عدا صحيحة عبد الرحمن صالحة للتقييد بروايات محمد بن مسلم.
فلا تبقى إلّا صحيحة عبد الرحمن [2] معارضة لتلك الروايات، مع أنّ الإنصاف أنّ الصحيحة أقبل للحمل منها و إن كان بعيدا، فقول الشيخ لا يخلو عن قوّة مع أنّه أوفق بالاحتياط و بأصالة عدم سقوط القراءة عمّن لا يصدق عليه المأموم و لم يدخل مع الإمام حين قراءته؛ لاختصاص ما دلّ على سقوط القراءة بغيره، خرج من ذلك ما إذا أدرك تكبيرة الركوع و بقي الباقي.
و هنا قول ثالث حكي عن روض الجنان [3] نسبته إلى العلّامة في التذكرة، و هو اعتبار لحوق المأموم الإمام في ذكر الركوع، و لعلّه لما في الاحتجاج عن محمد بن عبيد اللّه الحميري أنّه «كتب إلى مولانا الصاحب (صلوات اللّه عليه و على آبائه الطاهرين) و (عجّل اللّه فرجه) و سأله عن الرجل يلحق الإمام و هو راكع فيركع معه و يحتسب بتلك الركعة، فإنّ بعض
[1] الوسائل 4: 635- 636، الباب 13 من أبواب الأذان و الإقامة، الحديث 9.