مسألة [1] يجب متابعة الإمام في الأفعال بالإجماع المستفيض بل المحقّق، و كأنّ الأصل فيه ما اشتهر من النبويّ- و إن كان عامّيا-: «إنّما جعل الإمام إماما ليؤتمّ به، فإذا ركع فاركعوا» [2].
و لا إشكال في ذلك، إنّما الكلام في معنى المتابعة، فإنّ المشهور بين من تأخّر عن العلّامة- وفاقا له [3]-: أنّ المراد بها عدم التقدّم المجامع للمقارنة، و هذا المعنى مخالف لظاهر النبوي من جهة أنّ الائتمام بمعنى الاقتداء كما في الصحاح [4]، و هو لا يتحقّق إلّا بالتأخّر.
و دعوى حصوله بإتيان الفعل بقصد التبعيّة و إن قارنه في الوجود الخارجي، ممنوعة؛ بأنّ المراد الاقتداء في الوجود الخارجي و المتابعة في الحركات الخارجيّة كما يشهد به التفريع بقوله: «فإذا ركع فاركعوا و إذا سجد فاسجدوا» الظاهر في اعتبار كون الركوع بعد تحقّق الركوع من الإمام، سواء
[1] تعرّض المؤلف لهذا البحث في الصفحة 375، و انظر الصفحة 606- 607.