الأوّل : مسجد الشجرة ، ويقع قريباً من المدينة المنوّرة وهو ميقات أهل المدينة ، وكل من أراد الحجّ عن طريق المدينة [1]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] إعلم أنّ مكان عقد الإحرام الّذي يدعى بالميقات يختلف باختلاف الطريق الّتي يسير المكلّف فيها ويمضي إلى مكّة ، فالّذي طريقه من المدينة المنوّرة وإن لم يكن من أهل المدينة ميقاته ذو الحليفة ويسمّى بمسجد الشجرة أيضاً ، والروايات في ذلك كثيرة .
منها : صحيحة أبي أيّوب الخزاز عن أبي عبدالله (عليه السلام) في حديث "فقال : إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة" [1] .
ومنها : صحيحة معاوية بن عمار "ووقّت لأهل المدينة ذا الحليفة" [2] .
إنّما الكلام في أنّ الميقات هل هو المكان المسمّى بذي الحليفة الّذي فيه مسجد الشجرة أو أنّ الميقات نفس المسجد ؟ والأخبار في ذلك مختلفة ، ففي بعضها أنّ الميقات الشجرة [3] ، وفي بعضها أ نّه ذو الحليفة وهو مسجد الشجرة [4] ، وفي بعضها أ نّه ذو الحليفة [5] ولم يرد في شيء من الرّوايات الأمر بالإحرام من مسجد الشجرة أو أ نّه الميقات ، بل الوارد فيها كما ذكرنا أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة وهي الشجرة [6] ، كما أ نّه ورد فيها أنّ ذا الحليفة هو مسجد الشجرة ، ولا يبعد أن يكون المتفاهم من الرّوايات الواردة في المقام أنّ مسجد الشجرة اسم للمكان الّذي فيه المسجد ، وليس اسماً لنفس المسجد ، نظير تسمية بعض البلاد بمسجد سليمان ، فمجموع المضاف والمضاف إليه اسم لهذه المنطقة من الأرض ، فهذه
ــــــــــــــــــــــــــــ [1] الوسائل 11 : 307 / أبواب المواقيت ب 1 ح 1 .