نام کتاب : المسائل السروية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 93
فلما بعث ص فرق بينهما و بين ابنتيه فمات عتبة على الكفر و أسلم أبو العاص بعد إبانة الإسلام فردها عليه بالنكاح الأول [1].
و لم يكن ص في حال من الأحوال مواليا لأهل الكفر و قد زوج من تبرأ من دينه [2] و هو معاد له [3] في الله عز و جل.
- اخت أمّ المؤمنين خديجة 3.
إعلام الورى: 140، أسد الغابة 5: 236.
[1] كان أبو العاص قد أبي أن يطلّق زينب بنت رسول اللّه 6 حين امره المشركون بذلك ليؤذوا به رسول اللّه 6، فشكر له رسول اللّه 6 ذلك، ثمّ إنّه شهد بدرا مع الكفّار، و أسره المسلمون و بقي في الأسر حتّى بعث أهل مكّة في فداء أسراهم، فقدم في فدائه عمرو بن الربيع بمال دفعته إليه زينب بنت رسول اللّه 6، من ذلك قلادة لها كانت خديجة 3 قد أدخلتها بها على ابي العاص، فقال رسول اللّه 6: «إن رأيتم ان تطلقوا لها أسيرها و تردّوا عليها الذي لها فافعلوا» فقالوا: نعم. فلمّا أطلقه رسول اللّه 6 اشترط عليه أن يرسل زينب إلى المدينة، فعاد إلى مكّة و أرسلها إلى النبيّ 6 بالمدينة، فلهذا قال رسول اللّه 6 عنه: «حدّثني فصدقني، و وعدني فوفى لي». و أقام أبو العاص على شركه حتّى كان قبيل الفتح خرج بتجارة لقريش فغنمها المسلمون و أسروا بعض رجالها و فرّ أبو العاص ثمّ دخل المدينة ليلا مستجيرا بزينب، فخرجت إلى المسجد و النبيّ 6 في صلاة الصبح فقالت: أيّها الناس قد أجرت أبا العاص ابن الربيع، ثمّ طلب الأموال ليردّها إلى أهلها، فاستأذن رسول اللّه المسلمين بردّها، فردّوها إليه فعاد إلى مكّة و أدّى إلى الناس أموالهم، ثمّ قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه، و اللّه ما منعني من الإسلام إلّا خوفا أن تظنّوا بي أكل أموالكم، ثمّ قدم على رسول اللّه مسلما، فردّ عليه زينب بنكاحه الأوّل.