في نهج البلاغة أنّه (عليه السلام) قال لرجل سأله أن يعظه: «لا تكن ممّن يرجو الآخرة بغير العمل و يرجي التوبة بطول الأمل، يقول في الدنيا بقول الزاهدين و يعمل فيها بعمل الراغبين، إن أعطي منها لم يشبع، و إن منع منها لم يقنع، يعجز عن شكر ما أوتي، و يبتغي الزيادة فيما بقي، ينهى و لا ينتهي، و يأمر بما لا يأتي، يحبّ الصالحين و لا يعمل عملهم، و يبغض المذنبين و هو أحدهم، يكره الموت لكثرة ذنوبه و يقيم على ما يكره الموت له، إن سقم ظلّ نادما و إن صحّ أمن لاهيا، يعجب بنفسه إذا عوفي، و يقنط إذا ابتلي، إن أصابه بلاء دعا مضطرّا، و إن ناله رخاء أعرض مغترّا، تغلبه نفسه و لا يغلبها على ما يستيقن، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه، و يرجو لنفسه بأكثر من عمله، إن استغنى بطر و فتن، و إن افتقر قنط و وهن، يقصّر إذا عمل و يبالغ إذا سأل، إن عرضت له شهوة أسلف المعصية و سوّف التوبة، و إن عرته محنة انفرج عن شرائط الملّة [2]، يصف العبرة و لا يعتبر و يبالغ