و الحقّ انّ الإنسان لولا الدين لم يكن
شيئاً سوى صورة إنسان فلذا اهتمّ خالق الإنسان العطوف عليه، العالم بما فيه صلاحه
و فساده و خيره و شرّه، بأمر دينه الذي هو العنصر الأصلي في حياته، فخلق الجنّة
لمن أطاع اللّه و راقب ربّه و واظب على مراسم العبوديّة، قال سبحانه.
و خلق النار لمن عصاه و خالفه و خرج عن زي العبوديّة و نظام الطاعة و
قرّر عقوبات عظيمة على التخلّف عن تلك البرامج العالية و المناهج القويمة الراقية،
و على عصيان العباد في أوامره و نواهيه، و قال تعالى:
«وَ الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لا
يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ، يَوْمَ
يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ
ظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ»[2].
و لا شكّ انّ لهذا الوعيد و العقوبات المقرّرة في الآخرة أثراً
محسوساً في تحذّر الإنسان و ارتداعه عن المعاصي.
ترى انّ اللَّه سبحانه بعد ان ذكر عذاب الآخرة في سورة «الرحمن»
يقول: فبأي آلاء ربّكما تكذّبان، و بذلك يشير الى انّ ذكر عذاب اللَّه ايضاً من
أنواع نعم اللَّه تعالى على عباده.