إنّ صلاح حال الأمّة، و تفجّر استعدادات الإنسان المكنونة في ذاته
انّما يتحقّق في ظلّ اعتناقه للدين، و مراعاة انظمة الشارع الحكيم و التسليم المحض
لتشريع المولى سبحانه و تعالى.
و الدين هو مجموعة القوانين السماويّة و الأوامر الالهيّة الّتي هي
مناهج راقية ضامنة لسعادة الإنسان، و هدايته الى كماله المطلوب، و عليه فان انحراف
الإنسان عن الدين مساو لهلاكه و انهياره و إذا فقد دينه فإنّه يواجه الاخطار
العظيمة، بل لا خطر على المجتمع الإنساني أعظم من الفوضى و اللّادينيّة و الخروج
عن نظام الدين و الاستخفاف بشأنه.
أجل، أنّه أخطر ما يمكن ان يواجهه الإنسان، و ذلك لانّه يمسخ شخصيّة
الإنسان السامية و يوجب سقوطه من ذروة الإنسانيّة إلى حضيض البهيميّة العمياء.
انّ خروج الإنسان عن دائرة دين اللّه خروج في الحقيقة عن السلالة
المختارة الّتي اختارها اللّه له و خلق العالم كلّه لأجلها [1] و دخوله في السلالة
التي نبذها اللّه سبحانه و خلقها حطبا للجحيم و وقوداً للنّار، قال اللّه تعالى: