الحاكم فمن يقدم على الشهادة و الحال انّه
يحتمل عند نفسه ان لا يقبل الحاكم شهادته و يردّها و يقيم عليه حدّ المفتري؟
و بتقرير آخر انّه كما قد يكون العادل عادلا في الواقع كذلك قد يكون
عادلا بمقتضى الطريق و بحسب الظاهر فهو بحكم الشرع يحتسب عادلا و ان لم يكن كذلك
في الواقع، و المفروض انّ هذا الشاهد يرى نفسه عادلا فهو محكوم بحسب الظاهر
بالعدالة و حيث انّه يعتقد قبول شهادته عند الحاكم فلا شيء عليه و ان كان علمه
هذا جهلا مركّبا، و مقتضى ذلك قبول شهادته، و لا فرق في ذلك بين الشاهد نفسه و بين
كون القاذف يرى الشاهد عادلا مرضيّا و يعتقد كونه مقبول الشهادة فلا وجه لإجراء
الحدّ عليه كما انّ الآخرين أيضا كذلك لفرض كون الأمر خفيّا هذا مضافا الى شمول
حديث الرفع له و لهم أيضا.
و امّا ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السّلام من انّه قال: انّى لا
أكون أوّل الشهود فهذا لأجل انّه لو كان يشهد أوّلا فربّما لا يأتي الآخرون
للشهادة و الّا ففي ما نحن فيه لا وجه لإجراء الحدّ ظاهرا.
[السادسة] حول رجوع واحد منهم بعد شهادة الأربع
قال المحقّق: و لو رجع واحد بعد شهادة الأربع حدّ الراجع دون غيره.
أقول: و يتصوّر ذلك بان يقول الراجع: ما رأيت، بعد ان كان قد شهد
برؤيته أو انّه يقول: ما زنى، بعد ان كان قد شهد بزناه، سواء قال: بأنّي قد كذبت
أو نسب نفسه الى الغلط و الاشتباه.
و هذا هو مقتضى إقرار العقلاء على أنفسهم جائز فإنه قد أقر على نفسه
فيحدّ.