و نظيرها في الدلالة على ذلك بل و أصرح
منها خبر علىّ بن رباط عن ابى عبد اللَّه عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه و آله: انّ اللَّه عزّ و جلّ جعل لكلّ شيء حدّاً و جعل على من تعدّى
حدّاً من حدود اللَّه عزّ و جلّ حدّاً و جعل ما دون الأربعة الشهداء مستوراً على
المسلمين[1].
و ذلك لانّ قوله عليه السلام: انّ اللَّه جعل لكلّ شيء حدّاً، ظاهر
غايته في انّ الحدّ عقوبة مجعولة على الشيء و هو المعصية الخاصّة مثلًا لا نفسها.
و مثل ذلك خبر عمرو بن قيس قال: قال أبو عبد اللَّه عليه السلام: يا
عمرو بن قيس أَشعرت انّ اللَّه أرسل رسولًا و انزل عليه كتاباً و انزل في الكتاب
كلّ ما يحتاج اليه و جعل له دليلًا يدلّ اليه و جعل لكلّ شيء حدّاً و لمن جاوز
الحدّ حدّاً؟ قال: انّ اللَّه حدّ في الأموال ان لا تؤخذ الّا من حلّها فمن أخذها
من غير حلّها قطعت يده حدّاً لمجاوزة الحدّ و انّ اللَّه حدّ ان لا ينكح النكاح
الّا من حلّه و من فعل غير ذلك ان كان عزباً حدّ و ان كان محصناً رجم لمجاوزته
الحدّ[2].
و خبر عمرو بن القيس الماصر عن ابى جعفر عليه السلام قال: انّ اللَّه
تبارك و تعالى لم يدع شيئاً تحتاج إليه الأمّة إلى يوم القيامة الّا أنزله في
كتابه و بيّنه لرسوله [و جعل لكلّ شيء حدّاً و جعل عليه دليلا يدلّ عليه] و جعل
على من تعدّى الحدّ حدّاً[3].
وضع الحدود في الماضي و الحاضر
ثم انّ ممّا يورث الأسف أنّ الحدود- مع عظم خطرها و شأنها و اهميّتها
الخاصّة و كونها ممّا تترتّب عليها فوائد كثيرة و نتائج جليلة و اناطة حياة
المجتمعات و سعادة الأمم بها- قد كانت معطّلة طيلة أعوام و أعصار خصوصاً
[1] وسائل الشيعة الجلد 18 الباب 2 من مقدّمات
الحدود الحديث 2.
[2] وسائل الشيعة الجلد 18 الباب 2 من أبواب
مقدّمات الحدود الحديث 3.
[3] وسائل الشيعة الجلد 18 الباب 2 من أبواب
مقدّمات الحدود الحديث 5.