responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 8  صفحه : 16

بها و هي المشار إليها في كلامهم بالعلل الغائية، مثلا- يتصور الإنسان ان دخوله على زيد و زيارته له و خدمته له موجب لإكرامه له، و كتابة هذا الكتاب موجب لانتفاعه به، و تزويجه امرأة موجب لكسر الشهوة الحيوانية أو حصول النسل، و نحو ذلك من الدواعي الحاملة على الأفعال، فإذا تصورت النفس هذه الأغراض انبعث منها شوق إلى جذبها و تحصيلها فقد يتزايد هذا الشوق و يتأكد و يسمى بالإرادة، فإذا انضم إلى القدرة التي هي هيئة للقوة الفاعلة انبعثت تلك القوة لتحريك العضلات إلى إيقاع تلك الأفعال و إيرادها و تحركت إلى إصدارها و إيجادها لأجل غرضها الذي تصورته أولا، فانبعاث النفس و توجهها و قصدها إلى ما فيه غرضها هو النية، نعم قد يحصل بسبب تكرار الفعل و الاعتياد عليه نوع ذهول عن تلك العلة الغائية الحاملة على الفعل إلا ان النفس بأدنى توجه و التفات تستحضر ذلك كما هو المشاهد في جملة أفعالنا المتكررة منا، و حينئذ فليست النية بالنسبة إلى الصلاة إلا كغيرها من سائر أفعال المكلف من قيامه و قعوده و اكله و شربه و مغداه و مجيئه و نكاحه و نومه و نحو ذلك من الأفعال التي تتكرر منه، و لا ريب ان كل عاقل غير غافل و لا ذاهل لا يصدر عنه فعل من هذه الأفعال إلا بقصد و نية سابقة عليه مع انه لا يتوقف شيء من ذلك على هذا الاستحضار الذي ذكروه و التصوير الذي صوروه.

و ان أردت مزيد إيضاح لما قلناه فانظر إلى نفسك إذا كنت جالسا في مجلسك ثم دخل عليك رجل عزيز حقيق بالقيام له تواضعا ففي حال دخوله قمت له إجلالا و إكراما كما هو الجاري في رسم العادة فهل يجب عليك ان تتصور أولا في ذهنك و خيالك معنى من المعاني و قصدا من القصود بان تقصد إني أقوم لهذا الرجل إجلالا له و إعظاما لقدره و إلا لكان قيامك و تواضعك بغير نية فلا يسمى تواضعا و لا تستحق عليه مدحا و لا ثوابا أم يكفي مجرد قيامك في تلك الحال و يصدق انه وقع منك التعظيم له و الإجلال؟

و هذا شأن الصلاة و ان المكلف إذا دخل عليه وقت الظهر مثلا و هو عالم بوجوب ذلك

نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 8  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست