نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف جلد : 22 صفحه : 207
كتاب الرجال بسنده عن عمر بن يزيد [1] قال: «دخلت على أبى عبد الله (عليه السلام) فحدثني مليا في فضائل الشيعة، ثم قال: ان من الشيعة بعدنا من هو شر من النصاب، قلت: جعلت فداك أ ليس ينتحلون حبكم و يتولونكم و يبرءون من عدوكم؟ قال: نعم، قلت: جعلت فداك بين لنا لنعرفهم، فلسنا منهم؟ قال: كلا يا عمر لست منهم، إنما هم قوم يفتنون بزيد، و يفتنون بموسى»،.
إلا أن المستفاد من الأخبار الكثيرة المستفيضة بل المتواترة معنى، من طرق الخاصة و العامة في فضائل الشيعة هو التخصيص بالإمامية بحيث يقطع بعدم دخول غيرهم في هذا الإطلاق و يؤيده ما صرح به في النهاية الأثيرية [2] حيث قال بعد ذكر بعض معاني لفظ الشيعة ما لفظه: و قد غلب هذا الاسم على كل من يتولى عليا و أهل بيته، حتى صار لهم اسما خاصا فإذا قيل: فلان من الشيعة، عرف أنه منهم، و في مذهب الشيعة كذا أي عندهم، انتهى.
و يؤيده أنه و ان كان لفظ الشيعة مما يطلق على هؤلاء في تلك الأعصار السابعة، الا أنه في الأعصار المتأخرة لا يتبادر من لفظ الشيعة إلا الإمامية، حتى اشتهر المقابلة له بأهل السنة، فيقال: شيعي، و سني.
و بالجملة فإن المتبادر عنه في هذه الأزمان إنما هو ما ذكرناه، و منه يعلم أن ما ذكره الأصحاب (رضوان الله عليهم) من الخلاف و الكلام في هذه المسئلة على إطلاقه غير متجه، فان المشهور بينهم أنه لو وقف على الشيعة انصرف إلى من ذكر مما قدمنا نقله عن المسالك.
و فصل ابن إدريس، فقال: ان كان الواقف من احدى فرق الشيعة كالجارودية و الكيسانية و الناووسية و الفطحية و الواقفية و الاثني عشرية حمل كلامه العام على شاهد حاله، و قوى قوله، و خصص به، و صرف في أهل نحلته دون من عداهم من سائر المنطوق به، عملا بشاهد الحال، انتهى.