responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 17  صفحه : 390

كان ابن ابى العوجاء من تلامذة الحسن البصري فانحرف عن التوحيد، فقيل له:

تركت مذهب صاحبك و دخلت في ما لا أصل له و لا حقيقة، فقال: ان صاحبي كان مخلطا كان يقول طورا بالقدر، و طورا بالجبر، و ما أعلمه اعتقد مذهبا دام فيه، و قدم مكة متمردا و إنكارا على من يحج، و كان يكره العلماء مجالسته و مسائلته لخبث لسانه و فساد ضميره، فأتى أبا عبد الله (عليه السلام) و جلس إليه في جماعة من نظرائه، فقال: يا أبا عبد الله ان المجالس أمانات و لا بد لكل من به سعال أن يسعل أ فتأذن لي أن أتكلم فقال: تكلم بما شئت.

فقال: الى كم تدوسون هذا البيداء و تلوذون بهذا الحجر، و تعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب و المدر و تهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر، من فكر في هذا أو قدر، علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم و لا ذي نظر.

فقل: فإنك رأس هذا الأمر و سنامه و أبوك أسسه و تمامه، فقال. أبو عبد الله (عليه السلام): ان من أضله الله و أعمى قلبه، استوخم الحق فلم يستعذ به، و صار الشيطان وليه و ربه و قرينه، يورده مناهل الهلكة، ثم لا يصدره، و هذا بيت استعبد الله به خلقه، ليختبر طاعتهم في إتيانه، فحثهم على تعظيمه و زيارته، و جعله محل أنبياءه و قبلة للمصلين اليه، فهو شعبة من رضوانه، و طريق يؤدى الى غفرانه، منصوب على استواء الكمال و مجمع العظمة و الجلال، خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام، فأحق من أطيع فيما أمر و انتهى عما نهى عنه، و زجر الله المنشئ للأرواح و الصور» و زاد في الفقيه فقال: ابن أبى العوجاء ذكرت الله يا أبا عبد الله فأحلت على غائب، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ويلك كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد و إليهم أقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم و يرى أشخاصهم، و يعلم أسرارهم و انما المخلوق الذي إذا انتقل من مكان اشتغل به مكان، و خلا منه مكان، فلا يدرى في المكان الذي صار اليه ما حدث في المكان الذي كان فيه، فاما الله العظيم الشأن الملك الديان فإنه لا يخلو منه مكان، و لا يشتغل به مكان و لا يكون الى مكان

نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 17  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست