نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف جلد : 17 صفحه : 391
أقرب منه الى مكان، و الذي بعثه بالآيات المحكمة و البراهين الواضحة، و أيده بنصره و اختاره لتبليغ رسالاته صدقنا قوله بأن ربه بعثه و كلمه، فقال ابن ابى العوجاء فقال لأصحابه: من ألقانى في بحر هذا سألتكم أن تلتمسوا الى خمرة، فألقيتموني على جمرة، قالوا له: ما كنت في مجلسه الا حقيرا فقال: انه ابن من حلق رؤس من ترون».
أقول: في كتاب الاحتجاج للطبرسي بعد قوله «و يعلم أسرارهم» فقال ابن ابى العوجاء: فهو في كل مكان إذا كان في السماء كيف يكون في الأرض، و إذا كان في الأرض كيف يكون في السماء، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) «انما وصفت المخلوق الذي إذا انتقل من مكان» الى آخره و هو الصواب، و لعل ما بينهما سقط من قلم صاحب الفقيه.
و في كتاب اعلام الورى بعد قوله «أقرب منه الى مكان، يشهد له بذلك آثاره و يدل عليه أفعاله، و الذي بعثه بالآيات المحكمة و البراهين الواضحة محمد (صلى الله عليه و آله) جاءنا بهذه العبادة»، و هو الأنسب أيضا قيل: لعل المراد بالتماس الخمرة بالخاء المعجمة تحصيل الظل للاستراحة فيه، قال في النهاية: انطلقت أنا و فلان نلتمس الخمر، الخمر بالتحريك: كل ما سترك من شجر و بناء أو غيره، انتهى و أما الإلقاء على الجمرة فهو بالجيم و يحتمل ان يكون التماس الجمرة أيضا بالجيم بمعنى اتخاذ قبس من النار، للانتفاع بها، و يكون الإلقاء على الجمرة كناية عن الاحتراق بها و حلق الرأس كناية عن التذليل و الرمي بالهوان و الصغار، لان العرب كانوا يعدونه عارا لتكبرهم و نخوتهم من أن يعلى رؤسهم، و أشار به الى النبي أو الى أمير المؤمنين صلى الله عليهما و على آلهما
و روى في الكافي [1] قال: و روى أن أمير المؤمنين قال في خطبة له: و لو أراد الله عز و جل ثناءه بأنبياءه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان، و معادن العقيان و مغارس الجنان، و أن يحشر طير السماء و وحوش الأرض معهم لفعل، و لو فعل لسقط البلاء و بطل الجزاء، و اضمحل الابتلاء، و لما وجب للقائلين أجور المبتلين