نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف جلد : 13 صفحه : 443
و روى العياشي عن حماد بن عيسى عن حسان بن ابى على [1] قال: «سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ليلة القدر فقال اطلبها في تسع عشرة و احدى و عشرين و ثلاث و عشرين».
و روى الصدوق في الصحيح عن زرارة عن ابى جعفر (عليه السلام)[2]«ان النبي (صلى اللّٰه عليه و آله) سئل عن ليلة القدر فقام خطيبا فقال بعد الثناء على الله (عز و جل):
اما بعد فإنكم سألتموني عن ليلة القدر و لم أطوها عنكم لأني لم أكن عالما بها، اعلموا أيها الناس انه من ورد عليه شهر رمضان و هو صحيح سوى فصام نهاره و قام وردا من ليله و واظب على صلاته و هجر الى جمعته و غدا الى عيده فقد أدرك ليلة القدر و فاز بجائزة الرب (عز و جل) و قال أبو عبد الله (عليه السلام) فازوا و الله بجوائز ليست كجوائز العباد».
[تنبيهات]
أقول: في هذه الاخبار المتعلقة بليلة القدر فوائد شريفة ينبغي التنبيه عليها:
الاولى [السبب في إخفاء ليلة القدر]
- لا يخفى ان هذا الخبر الأخير قد اشتمل على إخفاء ليلة القدر بالكلية و عدم الاعلام بها مع السؤال عنها، و جملة من الأخبار المتقدمة قد اشتملت على إخفائها في ليلتين أو ثلاث، و جملة قد صرحت بها.
و لعل الوجه في ذلك ان السبب في إخفائها بالمرة ليستوعب الشهر كله بالأعمال الصالحة، و هذا هو الأنسب بسائر الناس فإنهم متى علموها على الخصوص فلربما رغبوا عن العمل في غيرها إيثارا لها بذلك. و اما من عرف حرمة الشهر و وفاة اعماله فهؤلاء الخواص و قد أخفيت لهم في ليلتين أو ثلاث ليوفوا هذه الليالي الشريفة أعمالها لان بعضها و ان لم يكن ليلة القدر إلا انه من القريب من مرتبتها.
و اما من بينت له بالخصوص فهم خواص الخواص الذين يعلم منهم القيام باعمال تلك الليالي الشريفة و إن علموا انها ليست بليلة القدر، و اليه يشير مسارة الرسول (صلى اللّٰه عليه و آله) الجهني في اذنه. و لا ينافي ذلك حديث زرارة المتقدم و عدم اعلام الباقر
[1] الوسائل الباب 32 من أحكام شهر رمضان. ارجع الى الاستدراكات.