responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 0  صفحه : 9

في كربلاء

و منذ حل اصطهبانات عزم على مغادرة بلاد إيران، و صمم على المقام بالعراق حيث الأعتاب المقدسة، و منبثق أنوار العلم و الفضيلة، فأخذ في تمهيد مقدمات سفره، فغادر بلاد إيران و يمم العراق، فالقى رحله في كربلاء المشرفة، موطنه الأخير و مستقره الأبدي و انا لم نقف على تاريخ هبوطه كربلاء إلا ان الذي يظهر من تاريخ بعض تآليفه انه حل بها قبل عام 1169.

و قد حل شيخنا المؤلف بالحائر المقدس حين كانت تلك البلدة القدسية من أكبر معاهد العلم للشيعة، و كانت تضاهي النجف الأشرف بمعاهدها الدينية و أعلامها الافذاذ، حل بها على عهد زعيمها الأوحد الأستاذ الأكبر معلم البشر شيخنا الوحيد البهبهاني (قدس سره) مجدد المذهب في القرن الثالث عشر. فكانت كربلاء على عهد هذا الزعيم العظيم في الغارب و السنام من المجد و العظمة، فقد بلغت ذرى عزها الشامخ، و تسامى شرفها الباذخ، حيث كانت آنذاك مفعمة بالأوضاح و الغرر من صيارفة العلم و نقاد الفضيلة، طافحة بأعلام الأمة و رجالات الدين، محتشدة بكبار المجتهدين و افذاذ المحققين، ممن انعقدت عليهم تيجان العلم. و رفت عليهم ألوية الفضيلة، و خفقت عليهم بنود الكمال.

و لقد كان لشيخنا المؤلف حينئذاك صيت شامخ دوي في العالم ذكره، فملأت الإرجاء شهرته الطائلة، لما ذاع و شاع بين الملأ الديني من آثاره القيمة و مآثره الخالدة و أسفاره الثمينة، فعرفته الأوساط العلمية و أقرانه من اعلام عصره بعلمه الغزير، و أدبه الجم، و تضلعه في العلوم، و تبحره في الفقه و الحديث، و انما يعرف الفضل ذووه.

و لذلك لما هبط كربلاء رحب بقدومه أعلامها، و سر به فطاحلها، فتوسط أندية العلم و حلقات التدريس، و انضوى اليه عير يسير من أولئك الافذاذ يرتشفون من بحر

نام کتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف    جلد : 0  صفحه : 9
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست