responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 352

الباب الثالث عشر في اعتراف أبي جهل و غيره بصدق رسول الله (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

روى ابن إسحاق و البيهقي عن الزّهري و الحافظ محمد بن يحيى الذّهلي في الزّهريات عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب بسند صحيح أنه حدّث أن أبا سفيان بن حرب و أبا جهل و الأخنس بن شريق خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و هو يصلّي من الليل في بيته، فأخذ كلّ رجل منهم مجلسا يسمعه فيه و كلّ لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرّقوا فجمعهم الطريق فتلاوموا و قال بعضهم لبعض لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في قلبه شيئا. ثم انصرفوا.

حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة. ثم انصرفوا.

حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كلّ واحد منهم مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض: لا نبرح حتى نتعاهد أن لا نعود.

فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته فقال: أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد. و لفظ الذهلي:

إن أبا سفيان قال للأخنس: فما تقول أنت؟ قال: أراه الحق. انتهى. قال أبو سفيان: و اللَّه يا أبا ثعلبة لقد سمعت أشياء أعرفها و أعرف ما يراد بها و سمعت أشياء ما عرفت معناها و لا ما يراد بها قال الأخنس: و أنا و اللَّه كذلك.

ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته فقال: يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ قال: ما سمعت؟ تنازعنا و بنو عبد مناف الشرف فأطعموا فأطعمنا و حملوا فحملنا و أعطوا فأعطينا حتى إذا تجاثينا على الرّكب و كنا كفرسي رهان قالوا منا نبيّ يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك مثل هذه؟! و الله لا نؤمن به أبدا و لا نصدّقه.

تنبيه‌

اختلف في إسلام الأخنس بن شريق و سيأتي بسط الكلام على ذلك.

و روى البيهقي عن المغيرة بن شعبة قال: أول يوم عرفت رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أني كنت أمشي مع أبي جهل بن هشام في أزقّة مكة إذ لقينا رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): يا أبا الحكم هلمّ إلى اللَّه و رسوله أدعوك إلى اللَّه؟ فقال أبو جهل: يا محمد هل أنت منته عن سبّ آلهتنا هل تريد أن نشهد أنك قد بلّغت؟ فواللَّه لو أعلم أن ما تقول حقّ اتبعتك، فانصرف‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست