responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 351

الباب الثاني عشر في سبب نزول قوله تعالى: وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِتْ بِها وَ ابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا

[الإسراء 110] روى سعيد بن منصور و الإمام أحمد و الشيخان عن ابن عباس، و ابن إسحاق و ابن جرير عنه من طريق آخر في الآية قال: نزلت و رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بمكة متوار، فكان إذا صلّى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمع ذلك المشركون سبّوا القرآن و من أنزله و من جاء به و تفرقوا عنه و أبوا أن يسمعوا منه، و كان الرجل إذا أراد أن يستمع من رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بعض ما يتلوه و هو يصلي استرق السّمع دونهم فرقا منهم، فإن رأى أنهم قد عرفوا أنه يستمع ذهب خشية أذاهم فلم يستمع، فإن خفض رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لم يسمع الذين يستمعون من قراءته شيئا، فأنزل اللَّه تعالى: وَ لا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ‌ بقراءتك فيها فيسبّ المشركون القرآن و يتفرقوا عنك‌ وَ لا تُخافِتْ‌ تُسرّ بِها فلا ينتفع بها أصحابك و لا من أراد أن يسمعها ممن يسترق ذلك لعله يرعوي إلى بعض ما يستمع فينتفع به‌ وَ ابْتَغِ‌ اقصد بَيْنَ ذلِكَ‌ بين الجهر و المخافتة سَبِيلًا طريقا و سطا [1].

قال عروة بن الزبير فيما رواه ابن إسحاق عنه: أول من جهر بالقرآن بعد رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بمكة عبد الله بن مسعود، اجتمع يوما أصحاب رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقالوا: و اللَّه ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قطّ، فمن رجل يسمعهموه؟ فقال عبد اللَّه بن مسعود: أنا. قالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه من القوم إذا أرادوه. قال: دعوني فإن اللَّه سيمنعني.

فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام في الضحى و قريش في أنديتها حتى قام عند المقام ثم قال: بسم اللَّه الرحمن الرحيم: الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ‌ ثم استقبلها يقرؤها و تأمَّلوه يقولون:

ما ذا قال ابن أمَّ عبد؟ ثم قالوا: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد. فقاموا إليه فجعلوا يضربون في وجهه و جعل يقرأ حتى بلغ ما شاء اللَّه أن يبلغ ثم انصرف إلى أصحابه و قد أثّروا بوجهه فقالوا:

هذا الذي خشينا عليك. قال: ما كان أعداء اللَّه تعالى أهون عليّ منهم الآن و لئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدا. قالوا: لا حسبك، قد أسمعتهم ما يكرهون.

لأغادينهم: أي آتيهم غدوة بذلك.


[1] أخرجه البخاري 8/ 257 (4722) و مسلم 1/ 329 (145- 446).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست