responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 350

و قال تعالى فيما سألوه عنه من الروح الذي يحيا به البدن: قُلِ‌ لهم‌ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‌ أي علمه لا تعلمونه. وَ ما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا بالنسبة إلى علمه تعالى.

و كلام ابن إسحاق يدل على أن هذه الآية مكّية. و رواه الترمذي عن ابن عباس، و رجاله رجال مسلم.

و في الصحيحين أن اليهود سألوا النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) عن الروح بالمدينة فنزلت هذه الآية.

قال الحافظ: و يمكن الجمع بأن يتعدّد النزول و يحمل سكوته في المرة الثانية على توقّع مزيد بيان في ذلك و إلا فما في الصحيح أصحّ.

قال ابن إسحاق: فلما جاءهم رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بما عرفوا من الحق، و عرفوا صدقه فيما حدّث و موقع نبوته فيما جاءهم من علم الغيب حين سألوه عنه، حال الحسد منهم له بينهم فقال قائلهم: لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَ الْغَوْا فِيهِ‌ أي اجعلوه لغوا باطلا و هزؤا لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ‌ بذلك فإنكم إن ناظرتموه و خاصمتموه غلبكم بذلك.

فقال أبو جهل يوما، هو يهزأ برسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و ما أتى به من الحق: يا معشر قريش يزعم محمد إنما جنود اللَّه الذين يعذّبونكم في النار و يحبسونكم فيها تسعة عشر، و أنتم الناس عددا و كثرة، فيعجز كلّ مائة منكم عن رجل منهم؟

فأنزل اللَّه تعالى في ذلك: وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً فلا يطاقون كما تتوهّمون‌ وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً ضلالا لِلَّذِينَ كَفَرُوا بأن يقولوا: لم كانوا تسعة عشر لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ‌ أي اليهود صدق النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) في كونهم تسعة عشر الموافق لما في كتابهم‌ وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا من أهل الكتاب‌ إِيماناً تصديقا لموافقة ما أتى به النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) لما في كتابهم. وَ لا يَرْتابَ‌ يشك‌ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَ الْمُؤْمِنُونَ‌ من غيرهم في عدد الملائكة وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ‌ شكّ بالمدينة وَ الْكافِرُونَ‌ بمكة ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا العدد مَثَلًا سمّوه مثلا لغرابته و أغرب حالا.

كَذلِكَ‌ أي مثل إضلال منكر هذا العدد و هدى مصدّقه‌ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ، وَ ما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ‌ أي الملائكة في قوّتهم و أعوانهم‌ إِلَّا هُوَ سبحانه و تعالى.

تنبيه في بيان غريب ما سبق:

النّضر: بنون و ضاد معجمة.

مكث: مرفوع فاعل أحزن.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 2  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست