و قال الزركشي في شرح البردة: زعم بعضهم أن المحبة أفضل من الخلّة، و قال محمد حبيب اللّه و إبراهيم خليل اللّه. و ضعف بأن الخلة خاصة، و هي توحيد المحب و المحبة عامة، قال اللّه تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ قال و قد صح أن اللّه تعالى اتّخذ نبينا خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا
«الخليفة»:
أي الذي يخلف غيره و ينوب عنه و الهاء فيه للمبالغة و سمي بذلك. و كذا آدم و غيره لأن اللّه تعالى استخلفه على عمارة الأرض و سياسة الناس و تكميل نفوسهم و تنفيذ أوامره فيهم، لا لحاجة منه تعالى إلى ذلك بل لقصور المستخلف عليهم عن قبول فيضه و تلقي أمره بغير واسطة
«خليفة اللّه»:
ذكره «د» في أحاديث الإسراء فنعم الأخ و نعم الخليفة و نعم المجيء جاء و حيّاه اللّه من أخ و من خليفة.
و قد ورد إطلاق الخليفة على اللّه تعالى في حديث: «اللهم أنت الصاحب في السفر و الخليفة في الأهل» فهو مما سماه اللّه تعالى به من أسمائه. قال «د» و معناه يرجع إلى معنى الوكيل و الباقي و الآخر، لأن الخلافة عمل بعد ذهاب المستخلف، و البارئ تعالى أخير بعد كل أحد بدوام الوجود.
قال الشيخ (رحمه اللّه تعالى): و معناه في حقه (صلّى اللّه عليه و سلم): أنه خليفة اللّه في الأرض في تنفيذ أحكامه فيما بين خلقه، فهو قريب من معنى الوكيل، و يصح أن يكون بمعنى الباقي دينه و شرعه لأنه خلف الأديان كلها و لا ينسخ، بمعنى الآخر لأنه خاتم الأنبياء
«الخير»:
بالمثناة التحتية الفضل و النفع، و سمي به لأنه حصل بوجوده لأمته خير كثير، أو الفاضل يقال رجل خير كعدل و خيّر ككيّس أي فاضل و يجوز أن يكون و امرأة خيرة و خيرة الناس بالهاء إن أريد الوصف، فإن أريد التفضيل عكس ذلك فيقال كما في القاموس: فلان خيرة الناس و فلانة خيرهم بتركها.
قال الشيخ عبد الباسط (رحمه اللّه تعالى) و قد ألغزت في ذلك فقلت:
أيا خير الأنام بقيت ما اسم* * * يؤنّث إن أتى وصف المذكّر
و إن هو للمؤنّث جاء وصفا* * * يذكّر مثل ما في العدّ يذكر
ثم أجبت عنه لما لم يجب عنه فقلت:
لقد أبدعت في ترصيف لغز* * * رقيق النّظم موزون محرّر
و هاك جوابه إن رمت وصفا* * * بأفعل من بناء الخير يذكر
فقل يا صاح خير النّاس هند* * * و أحمد خيرة و العكس منكر