responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 423

و معناه فيه صحيح من وجوه، منها: أنه واحد بمعنى آخر الأنبياء و خاتمهم، و منها: أنه واحد في السيادة على من سواه، و منها أنه واحد في شريعته أكمل الشرائع، و منها: أنه واحد في خصائص خصّ بها من أحكام دينه و أمور رفيعة غير دينه، كالشّفاعة العامّة و الحوض المورود و المقام المحمود:

و قال الشيخ (رحمه اللّه تعالى): أحاد في العربية بضم الهمزة: اسم عدد معدول عن واحد واحد، و لا يبعد أن يكون اسمه (صلّى اللّه عليه و سلم) في التوراة هو هذا الاسم العربيّ المعدول، و وجه العدل فيه عن واحد واحد المتكرر: أنه (صلّى اللّه عليه و سلم) في أمور متعددة، فعدل عنها إلى أحاد ليدل على ذلك باختصار كما هو فائدة العدل أن لا يؤتى باللفظ مكررا، فيكون هذا الاسم مما سمّاه اللّه تعالى به من أسمائه.

و معنى الواحد في حق اللّه تعالى: الذي لا شريك له في ذاته و صفاته.

«الأحد»:

المنفرد بصفات الكمال عن الخلق أو بالقرب من الحق، و هو من الصفات المشبّهة و أصله: وحد بفتح بالحاء و بكسرها أيضا، فأبدلت الواو المفتوحة همزة شذوذا، لأن قياس المفتوحة أول الكلمة أن تبقى على حالها.

و هو من أسمائه تعالى و معناه: المنفرد بصفات الكمال. و سيأتي الفرق بينه و بين الواحد بأنه يقال باعتبار الذات، و الأحد باعتبار الصّفات. و قيل: الواحد للوصل و الأحد للفصل. فمن الواحد وصل إلى عباده النّعم. و من الأحد انفصلت عنهم النّقم.

«الأحسن»:

ذكره أبو حفص النّسفيّ (رحمه اللّه تعالى) في تفسيره، و هو أفعل: من الحسن، و هو تناسب الأعضاء على ما ينبغي، و المراد به: المستجمع صفات الكمال. قال تعالى: وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ‌ وَ هُوَ مُحْسِنٌ‌ قال عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن الحسن البصريّ (رحمه اللّه تعالى): أنه تلا هذه الآية فقال: هذا حبيب اللّه تعالى، هذا صفوة اللّه، هذا أحبّ أهل الأرض إلى اللّه أجاب اللّه تعالى في دعوته، و دعا الناس إلى ما أجاب اللّه تعالى فيه.

و في حديث أنس عند عبد بن حميد: كان النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أحسن الناس، و كان أجود الناس و كان أشجع الناس.

و سيأتي الكلام على ذلك في باب حسنه (صلّى اللّه عليه و سلم). و يرحم اللّه تعالى الشّرف البوصيري حيث قال:

فهو الّذي تمّ معناه و صورته‌* * * ثمّ اصطفاه حبيبا بارئ النّسم‌

منزّه عن شريك في محاسنه‌* * * فجوهر الحسن فيه غير منقسم‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست