و على تفنّن واصفيه بحسنه* * * يفنى الزّمان و فيه ما لم يوصف
قال النّسفي (رحمه اللّه تعالى): و هذا الاسم مما سمّاه اللّه تعالى به من أسمائه. قال تعالى:
فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ.
«الأحشم»:
بالحاء المهملة و الشين المعجمة: أفعل تفضيل من الحشمة و هي الوقار و السكينة أي أحشم الناس، أي أكثرهم وقارا.
«أحيد»:
عزاه القاضي للتوراة لأنه يحيد أمّته عن النار. و
يروى عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما مرفوعا: «اسمي في القرآن محمد و في الإنجيل أحمد، و في التوراة أحيد لأني أحيد أمّتي عن النار» رواه ابن عديّ و ابن عساكر بسند واه، و ضبطه الشيخ تقي الدين الشّمنّي
بضم الهمزة و الحلبي بفتحها و سكون الحاء المهملة و فتح المثناة التحتية و كسرها في آخره دال مهملة و ضبطه الماوردي (رحمه اللّه تعالى) بمد الألف و كسر الحاء المهملة. و قال في الشرح: يحتمل أن يكون أفعل: من حاد عن الشيء إذا عدل عنه و نفر منه، و سمّي به لأنه حاد عن طريق الباطل و عدل بأمته إلى سبيل الحق. و هو غير منصرف للعجمة و العلمية، أو وزن الفعل مع العلمية.
«الآخذ الحجزات»:
بالإضافة: اسم فاعل من الأخذ و هو التناول.
روى الشيخان عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: «إنما مثلي و مثل أمتي كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدوابّ و الفراش يقعن فيها، فأنا آخذ بحجزكم و أنتم تقحّمون فيها»
و روى الإمام أحمد عن جابر رضي اللّه تعالى عنه أنه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «مثلي و مثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الفراش و الجنادب يقعن فيها و هو يذبّهن عنها و أنا آخذ بحجزكم و أنتم تفلتون من يدي»
الحجزات بضم المهملة و فتح الجيم ثم زاي. و الحجز جمع حجزة و هو حيث يثنى طرف الإزار و هو النيفق من السراويل و محلها الوسط، فكأنه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: أنا آخذ بأوساطكم لأنجّيكم من النار و الأخذ بالوسط أمكن، فعبّر عنها بالحجزات استعارة بعد استعارة.