نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 141
[تاسع و عشرون: حبس الدمع بما نضحه (صلى اللَّه عليه و سلم) في وجه امرأة]
و أما حبس الدمع بما نضحه (صلى اللَّه عليه و سلم) في وجه امرأة، فخرج أبو نعيم من حديث بشار بن عبد الملك قال حدثتني جدتي أم حكيم قالت: سمعت أم إسحاق تقول:
هاجرت مع أخي إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بالمدينة، فلما كنت في بعض الطريق قال لي أخي: اقعدي يا أم إسحاق [1]، فإنّي نسيت نفقتي بمكة، فقلت: إني أخشى عليك الفاسق زوجي، قال: كلا إن شاء اللَّه، قالت: فأقمت أياما فمرّ بي رجل قد عرفته و لا أسميه، فقال: يا أم إسحاق! ما يجلسك هاهنا؟ قلت: انتظر إسحاق، قال:
لا إسحاق لك، قد قتله زوجك، فتحملت حتى قدمت المدينة، فأتيت النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) و هو يتوضأ، فقمت بين يديه فقلت: يا رسول اللَّه! قتل إسحاق، و جعلت كلما انظر إليه نكّس [في الوضوء] [2] ثم أخذ كفا من ماء فنضحه في وجهي.
قال: قالت جدتي: فقد كانت تصيبها المصيبة فنرى الدموع في عينيها فلا تسيل على خديها [3]. [قال ابن عبد البر: أم إسحاق الغنوية هاجرت إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، يروي عنها أهل البصرة] [4]، [حديثها فيمن أكل ناسيا غريب الإسناد] [5].
[1] اسمها فاطمة، و قيل: جويرية، و هي التي هاجرت الهجرتين: إلى أرض الحبشة و إلى المدينة.
[3] (دلائل أبي نعيم): 2/ 467- 468، قصة أم إسحاق، حديث رقم (399)، و ذكره البخاري في (التاريخ الكبير): 2/ 129، ترجمة رقم (1931)، و بشار بن عبد الملك ذكره ابن حبان في (الثقات): 6/ 113.