نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 142
[ثلاثون: ذهاب الحزن و سرور النفس ببركة ما غمس فيه يده الكريمة (صلى اللَّه عليه و سلم)]
و أما ذهاب الحزن و سرور النفس ببركة ما غمس فيه يده الكريمة (صلى اللَّه عليه و سلم)، و مضمض فاه (صلى اللَّه عليه و سلم)، فقال الواقدي- (رحمه اللَّه)- في غزوة بدر: بينا حارثة بن سراقة كارعا [1] في الحوض، إذ أتاه سهم غرب، فوقع في نحره، فلقد شرب القوم آخر النهار من دمه، فبلغ أمه و أخته- و هم بالمدينة- مقتله، فقالت أمه: و اللَّه لا أبكي عليه حتى يقدم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فأسأله، فإن كان ابني في الجنة لم أبك عليه، و إن كان ابني في النار بكيته [لعمر اللَّه] [2] فأعولته.
فلما قدم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) من بدر، جاءت أمه فقالت: يا رسول اللَّه، قد عرفت موقع حارثة من قلبي [فأردت أن] [2]، أبكي عليه، ثم قلت لا أفعل حتى أسأل رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فإن كان في الجنة لم أبك عليه و إن كان في النار بكيته فأعولته، فقال النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) أ هبلت!؟ جنة واحدة، إنها جنان كثيرة، و الّذي نفسي بيده إنه لفي الفردوس الأعلى، قالت: فلا أبكي عليه أبدا، و دعا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بإناء من ماء، فغمس يده فيه و مضمض فاه، ثم ناول أم حارثة فشربت، ثم ناولت ابنتها فشربت، ثم أمرهما فنضحتا في جيوبهما ففعلتا، فرجعتا من عند النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) و ما بالمدينة امرأتان أقر عينا منهما و لا أسرّ. هكذا أورد محمد بن عمر الواقدي هذا الحديث في (كتاب المغازي) بغير إسناد [3].
و قد خرج الإمام أبو عبد اللَّه محمد بن إسماعيل البخاري في (كتاب الجامع الصحيح)، في كتاب الرقاق، في باب صفة الجنة و النار، من حديث إسحاق عن
[3] (مغازي الواقدي): 1/ 94، و قد ذكره الواقدي معطوفا على الخبر الّذي قبله و لعلّ الخبرين بإسناد واحد و هو: «حدثني أسامة بن زيد عن داود بن الحصين: عن رجال عن بني عبد الأشهل عدة ...».
و قد ذكره الإمام البخاري في الفقرة التالية مما يؤكد على صحته.
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 5 صفحه : 142