responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 4  صفحه : 146

نعم، إنهم يهددونهم بالحرب، رغم أن حربا كهذه لسوف تجر عليهم أخطارا جسيمة من وجهة نظر اقتصادية، لأن قوافلهم إلى الشام، محل تجارتهم المفضل، كان طريقها على المدينة.

مما يعني: أن المشركين كانوا يرون في هذه البيعة خطورة قصوى، تجعلهم يضطرون إلى التضحية بعلاقاتهم الحسنة مع كل من يتقبل هذه الدعوة و يناصرها، حتى و لو كانوا أهل المدينة، الذين كانوا يكرهون جدا أن تنشب الحرب فيما بينهم و بينهم، كما تقدم قولهم ذلك لابن أبي.

كما أن ذلك يدلنا على مدى ما كان يتعرض له المسلمون في مكة من ظلم و اضطهاد.

منازعة الأمر أهله:

قد تقدم أن من جملة ما اشترطه الرسول الأعظم «صلى اللّه عليه و آله» على أهل المدينة في ضمن نص البيعة، هو أن لا ينازعوا الأمر أهله.

و إن اشتراط ذلك في نص بيعة حساسة جدا في تاريخ الإسلام، و يتقرر مصير الإسلام على نجاحها و عدمه، و تعريض هذه البيعة لخطر الرفض و الانفصام، فيما لو رفضوا الالتزام بذلك-كما كان الحال بالنسبة لبني عامر، حسبما تقدم-إن ذلك لمما يدل على أن هذا الأمر كان له أهمية قصوى بالنسبة للرسول «صلى اللّه عليه و آله» الذي كان رأيه يمثل رأي الإسلام الواقعي.

و يوضح أنه لن يتنازل عنه و لو تعرض لأعظم الأخطار، مما يعني: أن هذا الأمر ليس له، و إنما هو للّه يضعه حيث يشاء، و أن هذا هو الأمر الذي إذا لم يبلّغه فما بلغ رسالة ربه سبحانه و تعالى.

نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 4  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست