نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 4 صفحه : 147
و يمكن أن نفهم من ذلك أيضا: أن الرسول الأعظم «صلى اللّه عليه و آله» كان من أول الأمر يمهد السبيل لجهة معينة و إلا، فكيف ينهى الناس عن منازعة الأمر أولئك الأهل المخصوصين و المؤهلين للملك و الخلافة، ثم ينسى أن يعيّن شخص ذلك الخليفة منهم و ليعطف ذلك على ما تقدم من تعيينه ذلك الشخص حين إنذار عشيرته الأقربين؟ ! .
ثم على ما يأتي بعد من مواقف و تصريحات و كنايات له «صلى اللّه عليه و آله» ، و لا سيما في قضية الغدير.
النبي صلّى اللّه عليه و آله لم يؤمر بالحرب بعد:
كما أننا نجده «صلى اللّه عليه و آله» لا يأذن للمجتمعين في العقبة بأن يميلوا على قريش بأسيافهم؛ لأن معنى ذلك هو القضاء على هذا الدين، و على حماته الأبرار، و لا سيما مع قلتهم، و كونهم في الموسم، الذي تجتمع فيه الناس من كل حدب و صوب، و كلهم على نهج و طريقة و مذاق قريش، و يدورون في فلكها دينيا و عقائديا و فكريا، و حتى مصلحيا أيضا.
و لن تكون هناك أية فرصة لانتصار الأنصار على عدوهم في بلاده، و قريش التي ترى في المدينة أهمية خاصة لأنها على طريق قوافلها إلى الشام -و لأجل ذلك أطلقت سعد بن عبادة-، لن تسكت على موقف الأنصار هذا.
و يكون لها كل الحق أمام أهل الموسم، و حتى أمام المدنيين المشركين في أن تضربهم الضربة القاصمة و القاضية، لأنهم في موقف المعتدي، و على قريش أن ترد هذا الاعتداء بالكيفية و بالحجم الذي تراه مناسبا.
نام کتاب : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 4 صفحه : 147