و أمّا بحسب مقام الإثبات، فالأخبار الواردة في الترجيح بموافقة الكتاب مختلفة:
فمنها: ما يظهر منها أنّها مرجّحة لأصل الصدور، كرواية ابن الجهم حيث قال في الجواب عن ورود الأحاديث المختلفة:
«إنّ ما يشبه كتاب اللَّه و أحاديثنا فهو منّا، و ما لا يشبههما فليس منّا»
[1].
و الظاهر من قوله:
«ليس منّا»
أي لم يصدر منّا، لا أنّه صدر للتقيّة، و كذا روايته الاخرى عن العبد الصالح [2].
و منها: ما يظهر منها أنّها مرجّحة لجهة الصدور،
كقوله في رواية الميثميّ:
«لأنّا لا نرخّص فيما لم يرخّص فيه رسول اللَّه، و لا نأمر بخلاف ما أمر به رسول اللَّه إلّا لعلّة خوف ضرورة ...»
[3]، فإنّ الظاهر منه أنّ ما خالف رسول اللَّه قد يصدر منهم تقيّة و خوفاً، فأمر في أخبار العلاج بردّ ما خالف السنّة من المتعارضين لأجله أو للأعمّ منه.
و أمّا الأخبار الواردة في الترجيح بمخالفة العامّة، فلا يظهر منها أنّها للترجيح الصدوريّ أو الجهتيّ.
[1] الاحتجاج: 357، وسائل الشيعة 18: 87، كتاب القضاء، أبواب صفات القاضي، الباب 9، الحديث 40.
[2] وسائل الشيعة 18: 85، كتاب القضاء، أبواب صفات القاضي، الباب 9، الحديث 31.
[3] عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 19- 20/ 45، وسائل الشيعة 18: 81، كتاب القضاء، أبواب صفات القاضي، الباب 9، الحديث 21.