فاذا حدّث أولئك الخواص بتلك
الأحاديث التي لم يشاركوا في روايتها بادر طوائف من الشيعة إلى تكذيبهم و الرد
عليهم و نسبتهم إلى الغلو و ارتفاع القول، كما وقع في شأن سلمان و أبى ذر من قوله-
صلى اللّه عليه و آله و سلم- «لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله» فكيف الظن
بغيره- قال-: و لا شك أن محمد بن سنان كان من أخص خواص الإمامين الطاهرين الرضا و
الجواد- عليهما السلام- و يؤيده ما روي عن الحسين بن شعيب عن محمد بن سنان قال:
دخلت على أبي جعفر الثاني- عليه السلام- فقال: يا محمد كيف أنت إذا لعنتك و برئت
منك و جعلتك محنة للعالمين أهدي بك من أشاء و أضل من أشاء؟ قال: قلت: تفعل بعبدك
ما تشاء إنك على كل شىء قدير، ثم قال: يا محمد أنت عبد أخلصت للّه و اني ناجيت
اللّه فيك فابى إلا أن يضل بك كثيرا و يهدي بك كثيرا و نحو هذا- قال-: و الحاصل أن
ما به طعن عليه بعينه هو الثناء عليه، ثم ذكر ما حاصله: إن طريقة المشايخ استمرت
على أنهم إذا عثروا على رواية من أحدهم على خلاف ما عندهم، أو على مذهب يخالف ما
ذهبوا اليه أنهم يستبيحون تخطئته و نسبته الى الخلط و الخبط، بل نقصان الإيمان
لئلا يتبعه الناس في ذلك الخطأ كما وقع للسيد المرتضى مع الصدوق- رحمه اللّه- في
سهو النبي- صلى اللّه عليه و آله و سلم- و لصاحب (المدارك) مع المولى الصالح
العالم عبد اللّه التستري[1] حيث زار علماء النجف الأشرف
[1] المولى الصالح عبد اللّه التستري هو المولى عز
الدين بن الحسن التستري الاصفهاني المتوفى ليلة الأحد( 26) المحرم سنة 1021 ه، و
هو أستاذ المولى محمد تقي المجلسي الأول، و السيد مصطفى التفريشي، و المولى عناية
اللّه القهبائي، و الأمير فيض اللّه التفريشي، و غيرهم.