و اكتب بنيّ وصاياك من أول بلوغك [1] ، و راجعها عند احتمال موجب التغيير في بعضها، و بدل ما احتاج اليه التغيير [2] . و اكتب دائما ديونك و طلباتك و قد اتفق لي -بنيّ-مرارا في الشتاء في غاية البرد اني آويت الى الفراش للنوم، فذكرت اني استقرضت في اول الليل من شخص درهما أو درهمين، و أعطيته لمن استعطى و نسيت أن اكتبه، و خفت مفاجأة الموت قبل الانتباه، فقمت في ذلك البرد و شعلت السراج، و كتبت ذلك، و عدت الى الفراش. فهكذا كن يا بنيّ، لانك اذا لم تكتب ديونك فأدركك الاجل، فان سكت الدائن بقيت مشغول الذمة، و ان طالب الوارث، طلبوا منه البينة، و اليمين الاستظهاري، فان لم تكن عنده بينة لم يعط، و بقيت-أيضا-مشغول الذمة، و ان كانت عنده بينة كنت قد تسببت لتعبه باقامتها
[1] مستدرك وسائل الشيعة 2/517 باب وجوب الوصية حديث 1 عن علي بن ابي طالب عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: ليس ينبغي للمسلم ان يبيت ليلتين، الا و وصيته مكتوبة عند رأسه.
[2] الكافي 7/13 باب الرجل يوصي بوصية ثم يرجع عنها، حديث 4 بسنده قال علي بن الحسين عليهما السّلام:
للرجل ان يغير وصيته فيعتق من كان يملكه و يملك من امر بعتقه، و يعطي من كان حرمه، و يحرم من كان اعطاه ما لم يمت.