للمعاني نحو عقد البيع» [1] و في القاموس: «عقد الحبل و البيع و العهد يعقده: شدّه» [2] و في الصحاح: «عقدت البيع و الحبل و العهد فانعقد» [3] و عن البيضاوي: «العقد: العهد المشدّد».
و في مجمع البيان: «العقود جمع عقد بمعنى معقود، و هو أوكد العهود. و الفرق بين العقد و العهد: أنّ العقد فيه معنى الاستيثاق و الشّد، و لا يكون إلّا بين متعاقدين، و العهد قد ينفرد به الواحد، فكل عهد عقد، و لا يكون كل عقد عهدا. و أصله: عقد الشيء بغيره، و هو وصله به، كما يعقد الحبل» [4].
هذه بعض كلماتهم، و لعلّها تتلخّص في معنيين:
أحدهما: مطلق العهد و الالتزام النفساني سواء أ كان بين شخصين كالعقود، أم شخص واحد كالحلف و اليمين، و سواء أ كان مشدّدا لا يجوز فسخه و العدول عنه أم غير مشدّد.
ثانيهما: خصوص العهد المؤكّد الذي يقتضي بحسب طبعه العمل بمقتضاه، و عدم الرجوع عنه. هذا بحسب اللغة.
و أما اختلاف المفسّرين في خصوص ما يراد من العقود في هذه الآية المباركة، فقد نقل أمين الإسلام أقوالا أربعة بعد تفسير العقود بالعهود.
أحدها: العهود التي كان أهل الجاهلية يعاهد بعضهم بعضا على النّصرة و المؤازرة و المظاهرة على من حاول ظلمهم.
ثانيها: العهود التي أخذها الباري جلّ و علا على عباده بالايمان به و طاعته فيما أحلّ لهم أو حرّم عليهم.