فصل في ذكر مناقب إمامنا الشافعي (رضي الله عنه)‌

هو أبو عبد اللّه محمد بن إدريس الشافعي المطلبي و إنما نسب لشافع لأنه صحابي ابن صحابي و للتفاؤل بالشفاعة و هو جده الثالث، إذ هو محمد بن إدريس بن العباس ابن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف يجتمع مع النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) في عبد مناف، و هو الثالث من أجداد النبي صلى اللّه عليه و سلم و التاسع من أجداد الشافعي (رضي الله عنه).

(تنبيه) لا يخفى أن هاشما الذي في نسب الإمام غير هاشم الذي في نسبه (صلّى اللّه عليه و سلم) لأن الثاني عم الأول و أن الشافعي مطلبي من جهة أبيه و هاشمي من جهة أمهات أجداده و أزدي من جهة أمه، و قيل أمه فاطمة بنت عبد اللّه المحض بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه فاحفظه فانه و هم جماعة من المتأخرين من أرباب الحواشي فخبطوا خبط عشواء و ركبوا متن عمياء، و قد نقل عن الحاكم أبي عبد اللّه و أبي بكر البيهقي و الخطيب البغدادي أنهم ذكروا أن الشافعي ولده هاشم بن عبد مناف جد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ثلاث مرات و ذلك لأن أم السائب هي الشفاء بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف و أم الشفاء هي خليدة بفتح الخاء المعجمة و الذال المهملة و كسر اللام و سكون المثناة التحتية ابنة أسد بن هاشم ابن عبد مناف و أم عبد يزيد هي الشفاء بنت هاشم بن عبد مناف تزوجها هاشم فولدت له عبد يزيد فالشافعي ابن عم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و ابن عمته. ولد الإمام الشافعي (رضي الله عنه) بغزة سنة خمسين و مائة في رجب و قيل في شعبان يوم توفي أبو حنيفة و عن الذهبي لم يثبت اليوم و قيل بعسقلان و قيل باليمن و الأول أصح و نشأ بمكة و حفظ القرآن و هو ابن سبع سنين و الموطأ و هو ابن عشر و تفقه على مسلم بن خالد