نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 6
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
و له الحمد ارتسمت على كل أفق من آفاق العالم الإسلامي أسماء رجال معدودين امتازوا بمواهب و عبقريات رفعتهم الى الأوج الأعلى من آفاق هذا العالم، و سجلت أسماءهم في قائمة عظماء التاريخ و جهابذة العلم، و أصبحوا نجوما لامعة، و مصابيح ساطعة تتلألأ في كبد السماء كتلألؤ الجوزاء، و تضيء لأهل هذه الدنيا فتستفيد من نورها المجموعة البشرية كل حسب مكانته و على مقداره، و بذلك بنوا لأنفسهم مجدا لا يطرأ عليه التلاشي و النسيان، و خلد ذكرهم على مر الزمان و تعاقب الملوان.
و ثمة رجال ارتسمت أسماؤهم في كل أفق من تلك الآفاق، و هم قليلون للغاية شذت بهم طبيعة هذا الكون فكان لهم من نبوغهم و عظمتهم ما جعلهم أ فذا ذا في دنيا الإسلام، و شواذا لا يمكن أن يجعلوا مقياسا لغيرهم، أو ميزانا توزن به مقادير الرجال، إذا لا يمكنها أن تنال مراتبهم و إن اشرأبت إليها أعناقهم و حدثتهم بها نفوسهم.
و من تلك القلة شيخنا و شيخ الكل في الكل علامة الآفاق شيخ الطائفة الطوسي أعلى الله درجاته و أجزل أجرة، فقد شاءت إرادة الله العليا أن تبارك في علمه و قلمه فتخرج منهما للناس نتاجا من أفضل النتاج، فيه كل ما يدل على غزارة العلم و سعة الاطلاع، و قد مازه الله تعالى بصفات بارزة، و خصه بعناية فائقة، و فضله على كثير ممن خلق تفضيلا.
نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 6