responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 18

واحد منهم رؤياه على بياض قبل التلفظ، فتعارضت- كذا- الرؤيا لفظا و معنى، و قاموا متفرقين مغتبطين بذلك، فدخلوا على شيخهم أبي جعفر الطوسي (قدس الله روحه)، فحين وقعت عينه عليهم قال لهم: لم تسكنوا الى ما كنت أوقفتكم عليه في كتاب «النهاية» حتى سمعتم من لفظ مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)، فتعجبوا من قوله و سألوه عما استقبلهم به من ذلك، فقال: سنح لي أمير المؤمنين (عليه السلام) كما سنح لكم فأورد علي ما قاله لكم و حكى رؤياه على وجهها، و بهذا الكتاب يفتي الشيعة فقهاء آل محمد (عليهم السلام)، و الحمد لله وحده، و صلى الله على محمد و آله الطاهرين، انتهى. انتهى ما في مستدرك شيخنا النوري.

و هذه القضية وحدها كافية للتدليل على إخلاص شيخ الطائفة و صدق خدمته- و إن كان في غنى عن ذلك- و حسبه ذخرا يوم العرض شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام): بأنه لم يقصد بتأليف الكتاب غير وجه الله. و لِمِثْلِ هٰذٰا فَلْيَعْمَلِ الْعٰامِلُونَ إِنَّ اللّٰهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ.

و مما يجدر بالذكر إننا نستفيد من هذه الواقعة أمرين لم يصرح بهما شيخنا النوري عطر الله مثواه:

الأول: إن معارضي الشيخ لم يكن لهم معه غرض شخصي في تخطئته و نقده و انما اختلفوا معه في بعض الآراء الفقهية فظنوا أنه مخطئ، و أن فتاويه غير مرضية عند آل محمد عليه و (عليهم السلام). و لم يكن ذلك إلا غيرة على الدين، و تحمسا له، و تحفظا من وقوع الخطأ فيه، و لذلك لجأوا الى الامام (عليهم السلام) مستفسرين منه عن وقع ذلك في نفسه، فأجابهم (عليهم السلام) بالرضا و القبول فسروا و اطمأنوا و غبطوا شيخ الطائفة على توفيقه، كما تدل عليه عبارة: و قاموا متفرقين مغتبطين. إلخ.

الثاني:- و هو أهم من سابقة- إنهم كانوا على بصيرة من أمرهم، و اطمئنان من أنفسهم، و كانوا يشعرون برضا أئمتهم (عليهم السلام) عنهم، و يرون أنفسهم عبيدا و خدما لمواليهم، و ليس على العبد إذا أراد المثول بين يدي مولاه إلا أن يكون على نحو يرضيه و شكل يبتغيه، و أن يكون ممتثلا لأوامره مبتعدا عن نواهيه، و إذا فأي مانع

نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست