و جال الطرف منها في رياض * * * كسين بناظر الزهر الأنيق
فكم أبصرت من لفظ بديع * * * يدل به على المعنى الدقيق
و كم شاهدت من علم خفي * * * يقرب مطلب الفضل السحيق
شربت بها كؤوسا من معاني * * * غنيت بشربهن عن الرحيق
و لكني حملت بها حقوقا * * * أخاف لثقلهن من العقوق
فسريا بالفضائل بي رويدا * * * فلست أطيق كفران الحقوق
و حمل ما أطيق به نهوضا * * * فإن الرفق أنسب بالصديق [1]
و للمحقق مع الشعر قصة يرويها هو في رسالته التي ينقلها الشهيد الثاني في مجموعته و التي سوف ننقلها بعد قليل، و خلاصة هذه القصة أن المحقق كان يتعاطى الشعر في بداية شبابه بين الحين و الآخر، فعرض نموذجا من شعره على والده- (رحمه الله)- فمنعه عن تعاطي الشعر و أراد منه ان يفرغ نفسه للفقه فحبس المحقق منذ ذلك الحين نفسه عن تعاطي الشعر و القوافي إلا ما كان يظهر على لسانه بين الحين و الآخر من عفو الخاطر، و في ذلك يقول المحقق (رحمه الله):