نام کتاب : نكت النهاية نویسنده : المحقق الحلي جلد : 1 صفحه : 137
الأساس العلمي الصلب (الحجة) لا يكتسب الاجتهاد قيمة علمية، و الشك في حجية الحجة يساوق انتفاء الحجة رأسا. و على هذا الأساس يكون كل ما يؤدي إليه اجتهاد المجتهد من أحكام شرعية أو وظائف شرعية أو عقلية حكما أو وظيفة يقينية لا بد أن ينتهي و يؤول أمره الى أساس يقيني و هو ما يسمى ب(الحجة) في المصطلح الأصولي.
كتاب المعارج يتميز بمنهجية جيدة سواء في مجمل أبحاث الكتاب أو في كل بحث، ففي بحث الأوامر مثلا يبحث أولا عما يتعلق بصيغة الأمر [1] ثمَّ يتحدث بعد ذلك عن المأمورية [2] و هو تقسيم جيد يوزع البحث في الأوامر إلى شطرين مختلفين.
و المحقق يصب بحوث الأصول في هذا الكتاب ضمن عشرة أبو أب يبدأ فيها بالبحوث اللغوية من قبيل الحقيقة و المجاز، ثمَّ يدخل بعد هذا التمهيد في مباحث الأوامر و النواهي، ثمَّ يبحث عن العام و الخاص و المجمل و المبين، و يكاد يكون هذا المنهج هو المنهج الشائع اليوم في كتب الأصول في قسم مباحث الألفاظ.
أما في القسم الثاني من الكتاب فيبحث عن الحجة السيرة الإجماع، الخبر الواحد، ثمَّ يبحث عن تعارض الحجة و نسخ الحجة (الدليل).
ثمَّ يختم الكتاب ببحث عن الاجتهاد و التقليد.
و هذا التصنيف كما يلاحظ القارئ تصنيف جيد للبحث الأصولي بمقاييس تلك المرحلة.
و نقطة الفراغ و الخلاء في هذا المنهج هو مباحث الأصول العملية التي تشغل اليوم مساحة واسعة من البحث الأصولي، بينما لا نجد في المعارج شيئا بارزا في هذا المجال، و هو أمر طبيعي في تلك المرحلة من عمر المدرسة الأصولية عند الشيعة الإمامية.
و مهما يكن من أمر فإن كتاب المعارج للمحقق الحلي من خير ما كتبه قدماء