نام کتاب : نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 1 صفحه : 73
فعميت عيناي ان لم أكن رأيت ما قلت من رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) [1].
فصل (في توجه الحسين (عليه السلام) إلى مكة و مراسلة الكوفيين إياه)
لما خرج الحسين (عليه السلام) من المدينة إلى مكة لقيه عبد اللّه بن مطيع فقال له: جعلت فداك أين تريد؟ قال: أما الآن فمكة و أما بعد فإني أستخير اللّه.
قال: خار اللّه لك و جعلنا فداءك، فإذا أتيت مكة فإياك أن تقرب الكوفة فإنها بلدة مشئومة بها قتل أبوك و خذل أخوك و اغتيل بطعنة كادت تأتي على نفسه، الزم الحرم فإنك سيد العرب لا يعدل بك أهل الحجاز أحدا و يتداعى إليك الناس من كل جانب لا تفارق الحرم فداك عمي و خالي، فو اللّه لئن هلكت لنسترقن بعدك [2].
قال الشيخ المفيد «ره»: فسار الحسين (عليه السلام) إلى مكة و هو يقرأ فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ[3] و لزم الطريق الأعظم فقال له أهل بيته: لو تنكبت الطريق الأعظم كما فعل [4] ابن الزبير كيلا يلحقك الطلب. فقال: لا و اللّه لا أفارقه حتى يقضي اللّه ما هو قاض.
و لما دخل الحسين (عليه السلام) مكة كان دخوله إياها ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان، دخلها و هو يقرأ وَ لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ[5].
ثم نزلها و أقبل أهلها يختلفون إليه و من كان بها من المعتمرين و أهل الآفاق،