و قل قتيل قد بكته السماء دما * * * عبيطا فما قدر الدموع السواجم
و ناحت عليه الجن حتى بدا لها * * * حنين تحاكيه رعود الغمائم
إذا ما سقى اللّه البلاد فلا سقى * * * معاهد كوفان بنوء المرازم
أتت كتبهم في طيهن كتائب * * * و ما رقمت إلا بسم الأراقم
لخير إمام قام في الأمر فانبرت * * * له نكبات أقعدت كل قائم
إذا ذكرت للطفل حل برأسه * * * بياض مشيب قبل شد التمائم
أن أقدم إلينا يا بن أكرم من مشى * * * على قدم من عربها و الأعاجم
فكم لك أنصارا لدينا و شيعة * * * رجالا كراما فوق خيل كرائم
فودع مأمون الرسالة و امتطى * * * متون المراسيل الهجان الرواسم
و حشمها نجم العراق تحفه * * * مصاليت حرب من ذؤابة هاشم
قساورة يوم القراع رماحهم * * * تكلفن أرزاق النسور القشاعم
مقلدة من عزمها بصوارم * * * لدى الروع أمضى من حدود الصوارم
أشد نزالا من ليوث ضراغم * * * و أجرى نوالا من بحور خضارم
و أزهى وجوها من بدور كوامل * * * و أوفى ذماما من و في الذمائم
كأنهم يوم الطفوف و للظبى * * * هنالك شغل شاغل بالجماجم
غدا ضاحكا هذا و ذا متبسما * * * سرورا و ما ثغر المنون بباسم
و ما سمعت أذني من الناس ذاهبا * * * الى الموت تعلوه مسرة قادم
لقد صبروا صبر الكرام و قد قضوا * * * على رغبة منهم حقوق المكارم
إلى أن غدت أشلاؤهم في غرامها * * * كأشلاء قيس بين تينا و جاسم
فلهفي لمولاي الحسين و قد غدا * * * وحيدا فريدا في وطيس الملاحم
يرى قومه صرعى و ينظر نسوة * * * تجلببن جلباب البكا و المآتم
هناك انتضى عضبا من الحزم قاطعا * * * و تلك خطوب لم تدع حزم حازم
أرى طيب خيم الفرع أعدل شاهد * * * على أصله في طيب خيم الجراثم
أبوه علي أثبت الناس في اللقا * * * و أشجع من قد جاء من صلب آدم
يكر عليهم مثل ما كر حيدر * * * على أهل بدر و النفير المزاحم
و لما أراد اللّه انفاذ أمره * * * بأطوع منقاد إلى حكم حاكم