و خائضين غمار الموت طافحة * * * أمواجها البيض في الهامات تلتطم
مشوا إلى الحرب مشي الضاربات لها * * * فصارعوا الموت فيها و القنا أجم
و لا غضاضة يوم الطف إن قتلوا * * * صبرا بهيجاء لم يثبت لها قدم
و حائرات أطار القوم أعينها * * * رعبا غداة عليها خدرها هجموا
كانت بحيث عليها قومها ضربت * * * سرادقا أرضه من عزهم جرم
يكاد من هيبة أن لا يطوف به * * * حتى الملائك لو لا أنهم خدم
فغودرت بين أيدي القوم حاسرة * * * تسبى و ليس لها من فيه تعتصم
نادت و يا بعدهم عنها معاتبة * * * لهم و يا ليتهم من عتبها أمم
قومي الأولى عقدت قدما مآزرهم * * * على الحمية ما ضيموا و لا هضموا
عهدي بهم قصر الأعمار شأنهم * * * لا يهرمون و للهيامة الهرم
ما بالهم لا عفت منهم رسومهم * * * قروا و قد حملتنا الأينق الرسم
يا غاديا بمطايا العزم حملها * * * هما تضيق به الأضلاع و الحزم
عرج على الحي من عمر و العلى و أرح * * * منهم بحيث اطمأن البأس و الكرم
وحي منهم حماة ليس يأبنهم * * * من لا يرف عليه في الوغى العلم
المشبعين قرى طير السماء و لهم * * * بمنعة الجار فيهم يشهد الحرم
كماة حرب ترى في كل بادية * * * قتلى بأسيافهم لم تحوها الزحم
كأن كل فلا دار لهم و بها * * * عيالها الوحش أو أضيافها الرخم
قف منهم موقفا تغلي القلوب به * * * في فورة العتب و اسأل ما الذي بهم
جفت عزائم فهر أم ترى بردت * * * منها الحمية أم قد ماتت الشيم
و من الرثاء للشيخ صالح التميمي «ره» [1]:
سأمحو بدمعي في قتيل محرم * * * صحائف قد سودتها بالمحارم
قتيل تعفى كل رزء و رزؤه * * * جديد على الأيام سامي المعالم
قتيل بكاه المصطفى و ابن عمه * * * علي و أجرى من دم دمع فاطم
[1] المتوفى 1261، راجع الذريعة 9/ 587.