فأجابه بعض الفتية من الإنسيين:
اذهب فلا زال قبرا أنت ساكنه * * * إلى القيامة يسقى الغيث ممطورا
و قد سلكت سبيلا كنت ساكنه * * * و قد شربت بكأس كان مغزورا
و فتية فرغوا للّه أنفسهم * * * و فارقوا المال و الأحباب و الدورا [1]
قال السبط في التذكرة: و ذكر المدائني عن رجل من أهل المدينة قال:
خرجت أريد اللحاق بالحسين (عليه السلام) لما توجه إلى العراق، فلما وصلت الربذة إذا برجل جالس فقال لي: يا عبد اللّه لعلك تريد أن تمد الحسين. قلت:
نعم. قال: و أنا كذلك و لكن أقعد فقد بعثت صاحبا لي و الساعة يقدم بالخبر.
قال: فما مضت إلا ساعة و صاحبه قد أقبل و هو يبكي، فقال له الرجل: ما الخبر؟ فقال: ما جئتكم حتى بصرت به- الأبيات. الخ [2].
قال ابن شهرآشوب في المناقب: و ناحت عليه الجن كل يوم فوق قبر النبي (صلى الله عليه و آله) الى سنة كاملة.
و فيه قال دعبل: حدثني أبي عن جدي عن أمه سعدى بنت مالك الخزاعية أنها سمعت نوح الجن على الحسين (عليه السلام):
يا بن الشهيد و يا شهيدا عمه * * * خير العمومة جعفر الطيار
عجبا لمصقول علاك حده * * * في الوجه منك و قد علاه غبار [3]
و في رواية غير المناقب قال دعبل: فقلت في قصيدتي:
زر خير قبر بالعراق يزر * * * و اعص الحمار فمن نهاك حمار
لم لا أزورك يا حسين لك الفدا * * * قومي و من عطفت عليه نزار
و لك المودة في قلوب ذوي النهى * * * و على عدوك مقتة و دمار
[1] كامل الزيارات: 94 مع اختلاف يسير، البحار 45/ 239- 240.
[2] تذكرة الخواص: 153- 154.
[3] المناقب 4/ 62.